في الامسية التي اقيمت في القاهرة حول شعر الشاعر صلاح فائق، والتي ساهمت فيها بمداخلة عن شعره ، تقدم شاب قبل بدء الامسية بصورة خجولة ومترددة نحوي ،وراح يطرح بعض الاسئلة ولكن بثقة كبيرة..
.بعد ان عرض لي عن نشاطهم حول اصدار مجلة، ثم قدم لي العدد من مجلة "برديات موريتانيا"، الذي اكتب عنه باعتزاز هنا .. احس بسعادة كلما التقيت بشباب عندهم افكار ما، بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف عما يحملونه من هذه الافكار.. قرأت المجلة بعد عودتي الى الدانمارك وفي نفسي شيء من الفضول، فليس من عادتي أن اهمل شيئا،
وخصوصا حين تكون هدية من انسان تتعلق بهمه وجهده وافراحه وتطلعاته.. مجلة" برديات موريتانيا ، اي أوراق موريتانيا لا يقف خلفها مختصون في الصحافة ، بل مجموعة من الطلبة الموريتانيين، الذين يدرسون في جامعات مصر في جميع الاختصاصات، غرضهم الوحيد اعلاء كلمة بلادهم موريتانيا والتعريف بها .. بماضيها وحاضرها الثقافي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي والثقافي بحس وطني محض، لا تشوبه، من بعيد او قريب، النظرة العنصرية او الطائفية او الدينية.
ومما جاء في افتتاحية العدد التي كتبها رئيس التحرير الزعيم محمد الامين ولد حرمه ، انها مجلة تسعى لترميم "الجسر الثقافي بين المغرب العربي ومشرقه". وان عددها الاول قد واجه مصاعب ومعوقات بل ان البعض " هزأ من حلمنا". لكنهم مع ذلك ، وباصرار الشباب تمكنوا من اصدار المجلة على أمل ان يتجاوزا نواقصها الراهنة . تضمنت المجلة مواضيع عديدة، منها موضوع عن المرأة، حيث اشار المقال الى وجود سبع وزيرات في الحكومة الراهنة اضافة الى ان المرأة تحتل 20% من عضوية البرلمان.. اضافة الى الحياة الرياضية و الجوانب الاقتصادية، كالزراعة وومناجم النحاس وغيرها.
اما في المجال الثقافي فقد عرّفت المجلة بالرواية الموريتانية وطبيعتها، وما تواجهه من صعوبات والامكانيات المتاحة امامها مستقبلا. خصوصا بصعود روائيين مهمين ،كالكاتب موسى ولد ابنو، الذي يعد من ابرز كتاب الرواية الموريتانية وكذلك الروائية سميرة جهادي فاضل. والمعروف ان موريتانيا تسمى ببلد المليون شاعر، ألا ان الاهتمام بالاشكال الادبية الجديدة كالنقد والقصة والرواية يجد له صدى بين الاجيال الصاعدة من الادباء الشباب.
لقد سعدت بهذه الهدية الجميلة التي اضافت لي معارف جديدة وفتحت لي آفاقا مهمة على عالم انساني وثقافي غني، سيحتل مستقبلا جزءا من اهتماماتي ، يعود الفضل للصديق رئيس تحرير المجلة الزعيم محمد الامين وكل محرري المجلة ..متمنيا لهم نجاحات متواصلة..
