في سنة 1987 كان عدد الاتراك من أصول موريتانية يبلغ 300 ألف، وكانوا يعيشون في مدن : ( أضنه، أنطاكية، مدسين، قوزان، ترسوس)..
وأصل هذه الجالية هو جيش المجاهدين الذي تجمع بعد مقتل كبولاني وكان تحت قيادة الشيخ محمد الامين بن زيني، حيث قررت الأسر المنضوية تحته الى الهجرة حفاظا على دينها بعد ما اعتبرته تغلبًا للمستعمر الفرنسي على البلاد الموريتانية المسلمة..
وقد التحق هذا الجيش بالجيش العثماني عام 1907 في مدينة فزان الليبية وشارك في مقاومة الاستعمار الإيطالي هناك حتى سنة 1911 حيث اتجه الى مصر عبر ميناء سرت الليبي.
وحلت فرقة من هذه المجموعة بمدينة الإسكندرية حيث شاركت في الجهاد ضد القوات البريطانية سنة 1912 ثم تابعت المسير ضمن الجيش العثماني صوب الأردن وفلسطين.. وبعد انهزام القوات العثمانية في الحرب العالمية الأولى غادرت معها المجموعة الموريتانية الشرق الاوسط، وحلت بإقليم الاناضول التركي، وحاولت الاستقرار في مدينة قونيا إلا أن شدة البرد اصطرتها للتوجه نحو ( أديا) حيث يوجد معظم الموريتانيين بتركيا.
وتشير الوثيقة التي بحوزتنا إلى أن المجموعات الموريتانية المذكورة تتكون من القبائل التالية : ( لگلاگمه، اجمان، احلاف اهل لمحيميد، ادوعلي، اديبوسات، مشظوف، الطلابه..).
كما تشير إلى أن أخت المجاهد سيدي ولد مولاي الزين توفيت بتركيا عام 1986 مخلفة عدة أبناء…
وضمن الارشيف الوطني الليبي نجد ذكرا كثيرا لجيش الموريتانيين هذا، ومن أهم الأوصاف التي حظي بها، ما ذكره مراسل صحيفة (الزهرة) الإيطالية الذي كان في "العزيزية"، حيث يقول إن كتيبة محمد الأمين الشنقيطي "حلّت بالعزيزية، وتميّزت بكثرة عدد أفرادها من المقاتلين المسلحين، وجاء في مقاله عنها :
وجميع المجاهدين القادمين مسلحون ببنادق من طراز (موزر) و(مارتين) إلاّ القليل منهم ، فطفنا في محلتهم، فرأينا رجالاً... يذكرون الله بكيفية تخشع عند سماعها؛ وكلهم ذاهبون إلى القتال بوجوه مستبشرة، وعزيمة لا تزحزحها مدافع العدو، ولو بلغت ما بلغت" .
ملاحظة : الصور لشخصيات من الأتراك ذوي الأصول الموريتانية التقطت عام 1987)..