يوميات مسافر إلى غزة اليوم الثالث .. / عبد الله ولد سيديا

2025-09-15 19:58:03

عندما يكون الإنسان إنسانا ، فيتعاطف و يتضامن و يناصر كل مظلوم أو صاحب حق ، بغض النظر عن عرقه أو دينه أو شريحته .

..........

يوميات مسافر إلى غزة

اليوم الثالث :

يوم جديد من الإبحار في المياه الدولية قبالة السواحل الإيطالية انحسرت عاصفة ماطرة ضربت سواحل جزيرة صقلية وبات الجو ملائما للإبحار نحو غزة العزة 

حديثنا اليوم سيقتصر على الرجل في الصورة قبطان السفينة الأسترالي هيميش باترسون 

قبطان ماهر يحمل شهادات دولية وقاد السفن في أعتى المحيطات  ولمع إسمه كأحد أفضل الربابنة في منطقته حتى قبل أن يكمل عقده الرابع لكنه وضع كل ذلك خلف ظهره ترك المال والجاه والمناصب المرموقة ليقود متطوعا سفينة صغيرة  يبحر بها لكسر الحصار عن غزة

والده مناضل جنوب إفريقي صلب وأحد رفاق أيقونة النضال ال إفريقي نيلسون مانديلا!!

هرب الوالد إلى أستراليا من اضطهاد نظام الفصل العنصري لابارتايد وزرع في ذهن الإبن جذوة النضال ضد الظلم أين ماكان.

يقول الكابتن الأسترالي "بأن حكومة إسرائيل مثل شيطان منفك من عقاله وأنه لابد من إيقافها حتى لاترتكب المزيد من الفظاعات !!!

يؤكد بأن الجيش الذي يقتل النساء وبجوع الأطفال ليس جيشا بل عصابة من شذاذ الآفاق!!

أسأله مادافعك لمغامرة كهذه قد تفقد حياتك ثمنا لها !!

فيجيب سألت نفسي نفس السؤال ولا أجد سوى جوابا واحدًا أنا لا أستطيع أن أنام أو أنعم بالسلام وأنا أتذكر الضحايا في غزة خاصة الأطفال !!!

صور الأطفال المغدورين والمجوعين تكاد تدمرني ولكي أنعم بسلام داخلي لابد من أن أفعل شيئا أي شيء لتغيير ذلك الواقع المرير !!!

لا أستطيع أن أنظر لوجهي في المرآة عندما أتذكر أنني قبطان بارع يستطيع الالتفاف خلف سفن العدو وربما تحمله أمواج المتوسط إلى سواحل غزة فيكون سببا في كسر الحصار عن  شعب يباد على مرآى  ومسمع من عالم منافق يكتفي الفرجة.

يردد القبطان الأسترالي لاتستهينو بأي فعل يمكن أن يؤدي إلى كسر الحصار لو أعتقلت فسأعود مرة تلو الأخرى ولن يهدأ لي بال قبل زوال ذلك الحصار الظالم !!

يقول تذكر أن زعيمنا الخالد نلسون مانديلا كان دائما يكرر لشعبه بأن نظام لاباراتيد لن يسقط إلا بتحرير فلسطين لذلك  سأجعل الريح تحملني إلى ذلك الشعب الصلب المقاوم!!

في الحوار القصير مع رجل مؤمن بمبادئ مستعد للتضحية من أجلها تذكرت "مؤمنين " كثر يقتسمون مع فلسطين رابطة الدم والدين والأخوة ولايكتفون بخذلانها بل يزيدون بالتحريض عليها  ويطبقون الحصار على شعبها 

لم يستسغ غريب أسترالي لاستقائه مع فلسطين أي رابطة سوى الرابطة الإنسانية النون قرير العين وهو يعلم أنه بعيد عن غزة بحسابات الجغرافيا والتاريخ والإرث المشترك !!

فكيف يرضى إخوة الدين والدم والعقيدة  بتجويع وقتل وإذلال إخوانهم!!!

 يتواصل بإذن الله

Abdellahi Sidiya Ahmed Cheikh

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122