بسم الله الرحمن الرحيم 

     نداء المدرسين المحرومين من حقهم في التحويل (النداء الثاني)

إلى فخامة رئيس الجمهورية الموقر السيد محمد ولد الشيخ الغزواني..

إلى كل صاحب ضمير من أصحاب القرار والرأي العام:

 الموضوع: نداء من الأعماق: أنصفوا المدرسين المحرومين من التحويل

نحن -سيدي الرئيس، سادتي اصحاب الضمائر الحية-؛ نخبة من المدرسين لبّوا نداء الوطن يوم دعت الحاجة، فانتقلوا إلى ولايات الداخل لإعمار الصفوف وتعويض النقص، لا طلبا لراحة ولا رغبة في امتياز.. عشنا سنوات في أقاصي البلاد وأصعبها مناخا نؤدي رسالتنا تحت ظروف صعبة، وقسوة بُعد وغلاء لا تخفى، أملا في أن يأتي اليوم الذي نحظى فيه بالتحويل إلى بيئة نرتاح فيها للتدريس وتقربنا من مقامنا الأصلي؛ لما تمليه الظروف من ضرورة مواكبة الوالدين في متطلباتهم الصحية والاجتماعية،

لكننا فوجئنا بأن ما كان مؤقتا صار سجنا إداريا، وبأن التحويل -وهو أبسط الحقوق- قد صار امتيازا لا ينال إلا عبر أبواب النفوذ أو جيوب الوساطة. 

رغم اكتفاء كثير من المناطق، بل وفائضها من المدرسين، لا يزال قرار التحويل محظورا علينا، في حين تعاني نواكشوط ونواذيبو والترارزة من نقص صارخ في الطواقم التربوية، فأين وجه العدالة في ذلك؟ أم كيف يمنع المعلم من العودة إلى أهله، فيما تتكدس الطواقم في مناطق لم تعد بحاجة له؟

أين الإصلاح الذي يبقي الكفاءات في الهامش، ويكرّس الظلم والتمييز داخل مهنة هي أصل النهوض بالوطن؟.

لقد تحوّل التحويل إلى سوقٍ سوداء، يدفع فيها ما لا يطاق، في بلد تنهشه فوضى الفساد، ويقصى فيه المخلصون، وتفتح الأبواب لأصحاب الولاء لا الكفاءة.

سيدي الرئيس، سادتي اصحاب الضمائر الحية؛ نناشدكم، باسم العدل، وباسم ما تبقى من روح الإصلاح، أن تعيدوا إلينا حقا بسيطا بات مستحيلا، وأن تفتحوا باب التحويل وفق معيار الإنصاف، لا القرابة والمحسوبية.

عن اللجنة المنسقة بين مدرسي الداخل المطالبين بالتحويل

 بتاريخ: 04/08/2025