ضابط من الحرس يدافع عن دور قطاعه فى انقلاب الثامن يونيو 2003م

2025-07-05 12:50:04

حسب فرسان التغيير يعود فشل المحاولة الانقلابية في يونيو 2003 لأسباب عامة تتعلق بالتنظيم  والقيادة واسباب خاصة تتعلق بتنفيذ العملية كالاضطرار إلى التحرك قبل التوقيت بسبب ابلاغ ضابط عنهم ومثل انعدام أجهزة الإتصالات واهمال الجانب الاستخباراتي وهم على الميدان..

وحسب بعض قادة القوات الموالية للنظام فشلت المحاولة بسبب هجومهم المضاد..

ولكن انا بالنسبة لي وكلامي وارد والرب شاهد، هذه الأسباب ليست العامل الرئيسي في فشل المحاولة ..فالعملية ببساطة افشلها ضابط من الحرس الوطني هو: الجنرال مسغارو ولد اغويزي...

هذه الحقيقة رغم وجاهتها من الناحية التاريخية والمنطقية ظلت في الرصيد التحتاني..فقطاع الحرس لا يحظى بحب وتقدير بعض ضباط الجيش لاسباب نفسية رغم دوره البطولي والمتميز ورغم استفادة بعض القادة من الجيش من مخصصاته المالية..

الجنرال مسغارو وكان يومها قائد كتيبة القيادة والتأمين بقيادة أركان الحرس الوطني ..ساق الله اليه في تلك الليلة في عقر تلك القيادة الرئيس معاوية مع اربعة أشخاص هم مرافقه العسكري كولونيل محمد ولد عبدي وثلاثة من حراسه المقربين .. قطعا كان بإمكانه القبض على زواره والتواصل مع إبن عمه الرائد صالح ولد حنن وبما أن الرئيس هو مركز الثقل فالعملية ستنجح لا محالة..وإذا لم يتول مسغار القيادة نظرا لاقدميته ووزنه الاجتماعي عند الانقلابيين فمكانته في القيادة ستكون على الرأس والعين .. ولا يحتاج الأمر للمفاوضات.. وحسب توقعي لا يمكن لاطار سامي ومثقف مثل مسغارو ان يكون راضيا عن الوضع في البلاد..

ولكن الشهامة والعروبة الأصيلة منعته ان يغدر بالقائد الأعلى وقد استجار به وان يخون مواثيق الولاء لدولته..تماما مثلما فعل المقدم احمد ولد بوسيف الذي رفض العرض "المغري" الذي حمله اليه يحيى ولد منكوس من الجناح الانقلابي سنة 1978 ..وقد رفضه لنفس الأسباب..وحقيقة يصعب فهم هذا الأمر من طرف شخص سطحي يقيس أصحاب العزة والشهامة بمقياس الخيانة والانتهازية..

دفع الجنرال مسغارو الثمن فقد سجن بعد المحاولة في ظروف قاسية واقترح بعض القادة تسريحه وحط رتبته وقد بطش النظام بقبيلته ظلما وانتقاما .. وإني لعلى يقين ان الرجل كان يعرف هذه النتيجة في تلك الليلة..ول عمَّك ا  إلَاجْنَه لا يسَبْكَكْ الرّاصْ الكديه!..لكن للوفاء والشهامة ثمن ..ويكون احيانا باهظا..

ولا بد هنا ان اتكلم عن ضابط من الحرس الوطني الصق به بعض الرواة في سردهم عن المحاولة كذبة رخيصة مفادها انه هرب في تلك الليلة وان قيادة الانقلاب وضعت تحت تصرفه دبابتين .. وهي لعمري قولة بوسيلمتية لا اساس لها من الصحة 

النقيب سيدي محمد ولد ان..اعرفه شخصيا معرفة دقيقة فهو من دفعتي وخليلي..دخل الخدمة العسكرية سنة 1977 في أوج حرب الصحراء..شاب من قبيلة كنته المعروفة بالشجاعة والفروسية..التحق وهو شاب بالعسكرية ليقاتل ..وقاتل قتال من لا يهاب الموت وهو في سوح الهيجاء .. حدثني وحدثني غيره انه في معركة اكليبات لكليه بتيرس في صيف 1977 كان مع عسكري مكلفا بالمدفع الثقيل 105 ..كانت الغلبة لجبهة بوليزاريو لأسباب ميدانية وتكتيكية وتكبد الجانب الموريتاني خسائر فادحة في الأرواح والمعدات..وتأخر المدد ..وأصبحت مواصلة المعركة يالنسبة للقائد الموريتاني نوعا من العبث وهو محق في ذلك فانسحب في الخلف وفر من الخطوط الأمامية من استطاع ان ينجو بنفسه..وبقى الشاب سيدي محمد ولد ان ثابتا مصرا ان يستخدم المدفع رغم استشهاد رفيقه ونقص الذخيرة ليغطي انسحاب رفقائه..حتى نفدت الذخيرة وسقط مغشيا عليه من شدة العطش  والاجهاد .. واعتقلته الجبهة وحملوه معلقا بجنب سيارة لاندروفير وهو في تلك الحال الصعبة نحو مخيمات الرابوني التي سيقضي فيها ثلاث سنوات من الجمر في السجن..

 كان بإمكانه ان يكون من اوائل المنسحبين او الفارين فموقع المدفعية يوجد في الخلف..وهو قد عرف تماما ما حصل ..ولكنه لم يبرح مكانه شجاعة منه ووفاء للجيش الوطني.. دفع الثمن غاليا ولكن لم يسجل عليه التاريخ انه هرب في معركة مع العدو..

ما حصل ليلة 8 يونيو 2003، هو ان النقيب ول ان تم تكليفه من طرف قادة الانقلاب بالسيطرة على قيادة أركان الحرس الوطني ولكنهم لم يضعوا دبابة تحت تصرفه ولا مدفعا ثقيلا ولا عنصرا من الجيش لاشيء وهذا يعرفه صالح ولد حنن ويعرفه محمد ولد شيخنا واحمد ولد احمد عبد ..كل ما كان بحوزة الرجل خمسة افراد من الحرس الوطني ضمهم للمحاولة بمجهوده الخاص وكانوا يستخدمون سيارته هو الخاصة به..انقطع الاتصال بمحمد ولد شيخنا وبالقادة الآخرين .. وعندما تنقل الى ناحية قيادة الحرس وجدها ملئت رجالا على اهبة الإستعداد وقد سدوا الطرق فماذا بوسعه ان يعمل وليس معه الا خمسة أفراد..عاد النقيب ولد ان وقد تفاجأ بالقوة الانقلابية تطلق النيران عشوائيا وفي كل اتجاه أرضا وجوا..كان يحسب ان الانقلاب سيكون أبيض لن تراق فيه قطرة دم واحدة وان الشروط لذلك توفرت..كان يطمح لانقلاب سلمي يخلص البلاد من ازمتها الخانقة..

 عندما تمكن ولد ان من التواصل مع احمد ولد احمد عبد وهو حلقة الوصل بينه وقيادة الانقلاب طلب منه هذا الأخير ان يبقى في المنزل حتى صدور تعليمات جديدة نظرا لعدم الاتصال بالمنسق العام للعملية محمد ولد شيخنا...

أأكد من هذا المنبر ان النقيب سيدي محمد ولد ان لم يسلمه الانقلابيون اي دبابة ولا اي عتاد حربي لتنفيذ مهمته وهذا لا يمكنهم نفيه .. ابدا لا يمكنهم نفيه..حكاية أنه كانت معه دبابتان وانه هرب حكاية روجتها زورا وكذبا مصادر من الجيش ولا اساس لها من الصحة..

وبانتهاء العملية لم يخرج هاربا مثلما فعل آخرون بل سلم نفسه للحرس واعترف متحملا  المسؤولية وحده رافضا الوشاية بمن كان تحت امرأته..

تحية كبيرة للجنرال مسغارو ولد اغويزي وللنقيب سيدي محمد ولد ان.

كتب العقيد المتقاعد أحمد سالم ولد لكبيد

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122