القاهرة ـ “رأي اليوم” – محمود القيعي:
في الوقت الذي يتأهب فيه العالم لاتفاق وقف إطلاق النار، تلقى الجيش الإسرائيلي فى منطقة النجيلى برفح ضربة كبرى بعملية مركبة للمقاومة ضربت منزلا تحصن به 25 جنديا ، ثم فجرت ناقلتى جند أتيتا للنجدة فى حقل ألغام أعدته مسبقا.
الضربة نزلت بردا وسلاما على داعمي المقاومة الذين سارعوا إلى الإشادة بها والثناء عليها.
برأي د.محمد السعيد إدريس مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فإنه إذا كانت إسرائيل عاجزة بعد حرب إبادة جماعية إجرامية ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة عن تحقيق أى من أهدافها، وخاصة هدف القضاء عسكرياً وسياسياً على حركة حماس ، وبعد مرور 15 شهراً على تلك الحرب الإجرامية ضد قطاع غزة ،عاد ليتفاوض مجدداً من أجل ترتيبات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، فى الوقت الذى تفجرت فيه المقاومة بأقوى صورها فى الضفة الغربية، ضد المستوطنات والمستوطنين، ما يوحى بأن المقاومة تتقدم وتنتصر باعتراف كبار قادة الجيش الإسرائيلى الذين يحذرون بأن «جيلاً جديداً من المقاومة» انخرط فى سلك المقاومة فى قطاع غزة.
ويضيف أن ما يحدث فى غزة والضفة سوف يحدث فى لبنان، لأن حزب الله مازال قادراً على التحدى وإثبات الوجود، مشيرا إلى أن الحرب المحتملة ضد إيران من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل ربما تكون مدخلاً لإعادة تجديد خيار المقاومة، فضلا عن أن ما حدث فى سوريا «لن يكون نهاية المطاف» حسب رأيه.
من جهته يؤكد د.وليد الشبراوي أن المقاومة اليوم في غزة تعطي درسا عن معني الرجولة.
ويشيد ” الشبراوي” ببطولة المقاومة التي تبلي بلاء حسنا بدعم من الله وحده.
كانت هيئة البث الإسرائيلية قد نقلت عن مسئولين إسرائيليين قولهم إنهم يأملون إعلان اتفاق إيقاف إطلاق النار فى غزة اليوم. وقد أكدت وكالة «رويترز» أن مسودة نهائية لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل المحتجزين جرى إرسالها إلى كل من إسرائيل وحركة حماس للموافقة عليها.
ونقلت الوكالة عن مسئول مطلع على المفاوضات قوله إنه تم التوصل إلى انفراجة فى الدوحة بعد منتصف الليلة قبل الماضية فى أعقاب محادثات بين قيادات المخابرات الإسرائيلية، وستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ورئيس الوزراء القطرى الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني.
وطبقا للصفقة ، فإنه سيتم فى المرحلة الأولى، إطلاق سراح 34 محتجزا إسرائيليا مقابل وقف إطلاق النار لمدة شهر ونصف فى غزة، والإفراج عن نحو ألف أسير فلسطينى من بين هؤلاء الأسرى 48 أسيرا أطلق سراحهم فى صفقة شاليط وتم اعتقالهم مرة أخرى، وحوالى 90 امرأة، و150 إلى 200 أسير فلسطينى من ذوى الأحكام العالية والمؤبدات، ونحو 350 أسيراً تحت سن 19 عاماً، ونحو 560 أسيراً مريضاً ومسناً .
ومن بين القضايا الأخرى التى تمت مناقشتها فى المرحلة الأولى، قائمة أسماء المحتجزين الأحياء الذين ستسلمهم إسرائيل، وإعادة تمركز جيش الاحتلال خارج المناطق المأهولة بالسكان فى غزة، وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد تفتيشهم من قبل طرف ثالث، وفتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية وخروج المرضى للعلاج.
كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد قال فى كلمته الأخيرة حول حصاد السياسة الخارجية لإدارته قبل مغادرته البيت الأبيض فى 20 يناير الحالى، إنه يتطلع للاتصال بالرئيس عبدالفتاح السيسى قريبا من أجل تأمين اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة.
تصريح بايدن وتأخره في الاتصال بالرئيس السيسي أثار قبيل البعض وامتعاض الآخر.
السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق علق بقوله إن اتصال الرئيس الأمريكي بايدن بأمير قطر لشكره علي الجهود التي بذلها هو ورئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها لإنجاز صفقة وشيكة لإطلاق النار في غزة ، يعني أن الصفقة وشيكة للغاية، وأن بايدن يريد إنجازها قبيل رحيله في 20 يناير ولو بأيام أو حتي ساعات ، مشيرا إلى أن الاتصال وتوجيه الشكر لأمير قطر والتأخر في الاتصال بالرئيس السيسي أمر سخيف وغير مقبول حتي ولو قال بايدن انه سيتصل بالرئيس السيسي اليوم
ندرك جيدا أنه لا يستطيع الجميع دفع ثمن تصفح الصحف في الوقت الحالي، ولهذا قررنا إبقاء صحيفتنا الإلكترونية "راي اليوم" مفتوحة للجميع؛ وللاستمرار في القراءة مجانا نتمنى عليكم دعمنا ماليا للاستمرار والمحافظة على استقلاليتنا، وشكرا للجميع للدعم:
