أنا لست ممن يعتبر السنة الجديدة سنة ميلادية، ذات جنسية مسيحية، لأن ميلاد المسيح لايوافقها؛ لا في تقويم الكنيسة الشرقية ولا في تقويم الكنيسة الغربية؛
وإنما هي تقويم شمسي مقابل تقويمات أخرى، كانت موجودة من قبل.
كما أنني لا أحس بالسنة المقبلة حدثا جديدا فيومها الأول كآخر يوم من السنة الآفلة.
إنني أراها إشارة مرور اصطلاحية كسائر علامات الطريق، يمر بها الإنسان ولايكاد يقرؤها لسرعة حركة الزمن الشلالي الذي يجرفه.
إنها ليست محطة توقف حتى نستريح فيها، بل هي تذكير عاجل بحركة العداد النشط الذي يملأ فراغه بالسخرية منا.
إن مأساة الإنسان المزمنة أنه لايستحم في الزمن مرتين، ولا يعي بذلك.
لذا فإنني أحس بأن تقطيعنا لآنات الزمن إنما هي لعبة نتسلى بها دون أن يكون لذلك أي أثر خارج ذواتنا.
لكن ثمة استثناء ملفت وهو الكائن الرائع الذي يسمى الإنسان، بإبداعه الخلاق عندما يرمي بذور الخصوبة على جنبات الشلال الذي يجرفه.
تلك هي مراهنة الإنسان الكبرى.
أما علامات الطريق فهي تذكير لا أكثر برقم من الأرقام، وأفضلنا من تحثه إشارات المسافة على رمي المزيد من بذور الإبداع والمحبة والخير العميم قبل الوصول إلى المحطة الأخيرة.
سنة شمسية جديدة مليئة ببذور الإبداع والتميز في كل شيء، علينا وعليك أيها الإنسان الرائع بإبداعاته.
الدكتور Mouhamed H'dhana