صدر ديوان "إنّ" للشاعر المختار السالم أحمد سالم، عن "منشورات الشاعرة خديجة عبد الحي" في باريس، وهو ثالث ديوان من الشعر النثري يصدر لشاعر موريتاني، بعد ديوانيه "البافور" و"زمن الأنفاس المهجورة".
والإصدار الجديد هو التاسع عشر للمختار السالم، الفائز بـ"جائزة الدولة التقديرية" (جائزة شنقيط) للآداب.
ويقع ديوان "إنّ" في 172 صفحة من الحجم المتوسط، وضم بين دفتيه 23 قصيدة من بينها: "البحث عن منجل"، و"تعسب"، و"سبق جفن"، و"الأيدي الأباديد"، و"ريح وحداء"، و"إذا أنشدت"، و"الدّوّاح"، و"ستورقين بعد الخصام"، و"تهديك الريحُ الطريق".
وكتب المثقف الكبير د. بدي أبنو المرابطي كلمة الغلاف، التي ورد فيها:
"ولا تُخْبِرِ النّاسَ عن ضَوْئكَ فَتُحْجَباَ." هذا إذا استأذن الشعر ولكنّه لا يستأذن. الشعر بصفته شعرا لا يتخفى إلا تجليا. طبيعته ليستْ فقط جامحة بل هي عنفوانية، بركانيه، انفطارية. وبدون ذلك لا يكون الشعر شعرا وإنما ركاما بائسا من الكلمات التي قضتْ نحبها قبل أن تولد، هشيماً من الكلمات الميتة التي قدْ تتوكأ بيأْسٍ مثلاً على الوزن والقافية لكيْ تسلّي نفسَها عن غياب الروح بحضور أشباح الشكل.
وأضاف: "إنّ" هو محطة جديدة في مشروع يعمل حثيثا منذ بداياته الأولى في سبيل الخروج العنفواني على قبضة مثل هذه الأشباح، على السلطة السائدة لركام الكلمات ورماد المعاجم الغابرة. ولذلك فـ"إن" لا يخشى أن يبشّرَ بـ"إنويته" وأنيته نبوئياً بلْ وملحميا: "واعلمْ بأنَّكَ على شِـــعْرٍ
وأنّك مسيح القصيدةِ
ومن الـمسيح الذي يخشى أن يُصلبَا"
وهو بذلك عمل شعري يحسم أمره بقطعية "إن" وأمرية "قلْ": "قلْ الشِّعر ولا تعبأْ بأوصياء الحصر الـمُنحصرِ".
وصدرت للشاعر المختار السالم من قبل ثمانية دواوين هي: "سراديب في ظلال النسيان"، و"القيعان الدامية"، و"هذا هو النهد الذي اعترفت له"، و"البافور" (أول ديوان من الشعر النثري يصدر لشاعر موريتاني)، وديوان "يأتون غدا!"، و"قرين القافية"، وديوان "زمن الأنفاس المهجورة (ثاني ديوان موريتاني من الشعر النثري)، وديوان "السالمية.. الشاعر والقصيدة.. الذكر والأنثى".
وصدرت له أيضا روايتا "موسم الذاكرة"، و"وجع السراب".
كما صدرت له كتب سردية أخرى من بينها: "التغريبة" و"في ظلال الحروف"، و" "عن الذي يثقب الناي"، و"ينخفض كالجذورِ"، و"والأمر يومئذٍ أجدالٌ تنهمرُ"، و"قدّتْ قدماي".
محمد ناجي أحمدو