إشيب ولد أباتي: نصر الله وعبد الناصر.. كم تحتاجكما الأمة العربية في معركة طوفان الأقصى

2024-09-29 13:07:49

. إشيب ولد أباتي

 

سيبقى الشهيد حسن نصر الله، قائدا عربيا عظيما بوفائه، وصدقه، وإخلاصه لقضية الأمة، وهو الذي اعطى لمعركة “طوفان الأقصى” أبعادها التمددية، وذلك بفتحه النار على العدو الصهيوني  من ثلاث جبهات: لبنان، والعراق، واليمن.

إن أمتنا ولادة للقادة الأبطال، كلما أزدادت التحديات، وادلهمت الخطوب ،، ولعل عزاءها في فقدان قائد اليوم، كما قائد الأمس، أن في مسارات تاريخ الأمة عديد القيادات الذين ، تحملوا المسؤوليات، ولما غابوا، أستحالوا إلى قيم خالدة في المخيال الاجتماعي في الثقافة، وفي الفكر، والذاكرة الشعبية

 وفي حاضر أمتنا يحدو الأمل  في القادة في اليمن، والعراق، ولبنان، وفلسطين، وهم يخوضون المعركة الحالية على درب سيد المقاومة الشهيد حسن نصر الله رحمه الله تعالى الذي، سيبقى حاضرا بنهجه المقاوم، واستراتيجته في استنزاف قوات العدوان الصهيوني  حتى ينهزم بإذن الله تعالى، كما انهزم سابقا بذات الاستراتيجية حتى أخرج من لبنان ذليلا، يجر ذيول هزائمه بعد احتلال طيلة اثنين وعشرين عاما(22).

كان الشهيد  حسن نصر الله، مثالا للقائد الذي لم يساوم، ولم يتراجع، ولم يهادن، لذلك كان المعبر عن إرادة الأمة العربية في تحرير اقطارها، ولذلك فهو قائد وطني بامتياز، ويحضرني تحريره لرئيس الوزراء اللبناني حين استدعاه النظام الرجعي في السعودية، وحجزه، ولاذ حزبه ” المستقبل”  بالسكوت عن رئيسهم، فما كان السيد حسن نصر الله، إلا ان فرض على النظام اللبناني ، أن يحضر رئيس حكومة لبنان، ويستقيل، وقبل ذلك ، فسلامته من مسؤوليات لبنان دولة وشعبا، كما كان قائدا  قوميا بلا منازع، ودفعه عن سورية بعد تحالف دولي تابع للامبريالية الأمريكية.

كما وحد الساحات لقوى المقاومة العربية الإسلامية، وذلك  لمواجهة الاحتلال، وذلك امتدادا لمقاومته للمحتلين منذ اثنين وثلاثين عاما(32)، وكانت  معاداته للأمبريالية  الأمريكية، واتباعها في الغرب، والوطن العربي على حد سواء، ولذلك رأينا التحالف الإجرامي الذي قادته الجامعة العبرية(العربية)، لتضع حزب الله بقيادته على قائمة الإرهاب، لماذا ؟ لأن سيد المقاومة قاد مشروعا  مقاوما حرر به  لبنان، وعزز قوى المقاومة الفلسطينية في غزة، والضفة الغربية.

ولعل التظاهرات التي خرجت ليلا في كل من الأردن، وفلسطين، والعراق،،  رافعة صور الشهيد حسن نصر الله، وستكون الشرارة الأولى للعديد من التظاهرات العربية التي ستؤبنه في مختلف أقطار الوطن العربي، لأن أمتنا، وفية لقادتها ،  ويأتي استشهاده  في اليوم السابع والعشرين(٢٧)، وهو اليوم السابق على ذكرى رحيل القائد جمال عبد الناصر الذي تستحضره  الأمة منذ  أربع وخمسين عاما( 54)، وياتي استحضاره لأسباب عديدة ، أهمها التعبير عن الوفاء له، وإلى الحاجة لقائد مثله في مواجهة الإمبريالية، والصهيونية العالمية في فلسطين..

 وأجد  – صراحة – في كتابات القوميين في موقع ” رأي اليوم”، ما يجعلني، واصدقائي من الوحدويين الناصريين، مسبوقين – لا سباقين ، يا للمفارقة –  بجميل  الكتابات عن جمال عبد الناصر رحمه الله في هذه الذكرى الحزينة في تاريخ أمتنا، لذلك لم تبق الكتابة في هذه المناسبة وفاء للناصريين لقائدهم، فحسب، بل للقوميين كذلك، وللاسلاميين العروبيين،  فهذا الأستاذ  ” معن بشور”، وهو الأمين العام  السابق ل” لمؤتمر القومي ” الذي استحضر وصايا اجترحها من خطابات القائد ، وفكره التحرري، وتجاربه الحافلة بالنجاحات، وبعض الإخفاقات نظرا لعديد الأعداء في الداخل، والخارج ..

وفي هذا الصدد كتب الاستاذ” معن بشور” ما يلي :((  ومن أبرز وصايا ناصر:

– ما أخذ بالقوة لا يسترد إلاّ بالقوة

– إذا فرض علينا القتال لن يفرض علينا أبداً الاستسلام…

– المقاومة الفلسطينية وجدت لتبقى وستبقى..

– إرفع رأسك يا أخي فقد مضى زمن الاستعباد..

– أللهم اعطنا القوة لندرك أن الخائفين لا يصنعون الحرية، والضعفاء لا يخلقون الكرامة، والمترددين لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء..

– إن الوحدة العربية هي أملنا في تحرير فلسطين..

– إن النصر حركة، والحركة عمل، والعمل فكرة، والفكر فهم وإيمان، وهكذا كل شيء يبدأ بالإنسان..

– الوحدة موجودة فعلاً بين أبناء الشعب العربي، ولكن الخلافات قائمة بين النظم والحكومات..

– إن الذين يقاتلون يحق لهم أن يأملوا في النصر، أما الذين لا يقاتلون فلا ينتظرون شيئاً غير القتل..

– إن الحق بغير قوة ضائع، والسلام بغير مقدرة الدفاع عنه استسلام )) .

كما أن الدكتور المفكر محيي الدين عميمور، وهو من الكتاب الإسلاميين العروبيين، وقد  أجاد في الكتابة عن جمال عبد الناصر، ولعل هذا من حكمة التجارب، ومن شهادته على الأحداث التي عرف حقائقها، وبالرجوع إلى القاعدة الربانية ” والحق أحق أن يتبع”، وربما جاءت هذه الشهادة القيمة في الذكرى الرابعة، والخمسين بعد  أن انطفأت جذوة  الانتماء للتيارات التي أخطأت في نفسها، وفي حق أمتها  بما أجهض به نضالها  نظرا لتحالف الاسلاميين مع السفارة الإنجليزية تارة، ومع الأنظمة الرحعية المعادية لحركة التحرر العربي، لذلك ناصبت العداء لجمال عبد الناصر، وبذلك شوهت الوعي الإسلامي العروبي الذي قاده الشهيد “حسن البنا” رحمه الله منذ أن أسس  التيار الإسلامي في 1928م، وشارك العديد من أفراده   في حرب  بفلسطين48، وفي مصر ضد المحتلين الإنجليز  في مدن القنال قبيل قيام  ثورة ال 23  تموز/يوليو1952م.

 

 
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122