أحسنتم طرحا في تناول الموضوع ..وفي مناقشتكم لهذا الإشكال اللغوي، بل الاستلاب الثقافي…الذي يعاني منه معظم ابناء المغرب العربي، في اربعة اقطار،، ولعلي اضيف الى ما ذكرتم عما يجري في المغرب، الحالة المتشظية في موريتانيا،،
ذلك أن كلا من :
١- ” النخبة” الفرنكفونية: التي تحكمت في التسيير الإداري منذ الاستقلال سنة ١٩٦٠م. لازالت مهيمنة، وتورث وظائفها لابنائها واحفادها، لذلك فالنخبة هي الآن مجموعها بعدد الوزارات ، وهي أسر مهيمنة على السلك الوظيفي في نظامنا الجمهوري..، !!!
وهي مسنودة من فرنسا، والسفارة الفرنسية ولا ترى في التخلي عن الفرنسية مبررا موضوعيا،، لكونها ترى في العربية عامل تخلف، وانحطاط وعدم الفكري د،، بينما الحقيقة أن التعريب، سيؤدي الى تجفيف هذا البئر الذي تشرب منه بوحدها،، ولا ترى في هذا تناقضا في الحرص على المصالح العائلية مع التشبث بلغة الثقافة التنويرية حسب زعمهم..!!
٢- الاقلية الإثنية: التي أقنعت بضرورة ربط بلادنا بفرنسا، فحبل السرة الذي تعتاش منه،، هو الوقوف في وجه الاصلاح التعليمي،،الذي افسدته فرنسا منذ ١٩٩٩م. حين ارسلت بعثتها لفرض تغيير الاصلاح التعليمي الذي عرب سابقا المنهج التربوي، ٧- ١٩٧٨م.
الآن ابتعدت، بل اختلقت هاتان المجموعتان، سياسة وضع العربة أمام الحصان،، حين اشترطت على النظام الحالي إعادة الاصلاح التربوي التعريبي الأسبق، إدخال ثلاث لهجات افريقية( ألولفية، السنوكية، البولارية)، على أن تكتب هذه اللهجات، وتدخل في التعليم الابتدائي، والاعدادي، والجامعي،، وان لا يقتصر تعليمها على المناطق التي يسكن فيها اصحاب هذه اللهجات في الجنوب.
وقد طالبوا في ثمانينيات القرن الماضي حين فتح مركز اللغات لايجاد قواعد نحو، واملاء، وأن تكتب بالحروف
الفرنسية، لا بالحروف العربية..!!
٣- كل هذه المطالب مخالفة للدستور الذي نص على أن اللغة العربية ،هي اللغة الأولى..بينما لازالت الإدارة مفرنسة من البواب الى الوزير..
فهذا الشر المستطير عديم المردود على الثقافة العربية في بلادنا، وفي غيرها من اقطار المغرب العربي ، والدليل على ذلك أن كل الكتاب والادباء، كتبوا باللغة العربية، وسوقوا انتاجهم في الوطن العربي،، ولا اعرف من الكتاب الروائيين كتب بالفرنسية الا كاتبا واحدا لرواية واحدة..!
اما المواقع الافتراضية فكتابها، يكتبون بالعربية، عدا موقع ، اقلام (aqlam.com” تستلاحظ أن كتابه بالفرنسية، هم من الرعيل الاول، ومعظمهم من المتقاعدادين.
عدا رئيس سابق، لاحدى الحكومات، كتب بالعربية، فلما انتقد ت آراؤه التافهة، طلق العربية، وصار يكتب بالفرنسية هروبا من النقد الموضوعي، بدلا من أن يرحب بالتفاعل معه، وهذا مثال لأحد رموز الثقافة الفرنسية، والانفتاح الثقافي، ومن تربى عليه من ابناء الوطن…
اخيرا اختم بتبني الرؤية التي ختمتم انتم بها مقالكم في مداخلتي وهي ((،،أصناف المعارف بل هي أيضا عنوان لهوية و مرآة عاكسة لثقافة متعددة الأبعاد، أما إذا أريد لها أن تظل مجرد أصوات فلا شيء سيميزها عن مواء القطط و نباح الكلاب وصهيل الخيول و نهيق الحمير ونعيق الغربان ونقيق الضفاضع وزئير الأسود وخرخرة الفهود))