أش حالكم ؟! رثاء يرثى له .../ بودرباله ولد الباه

2024-04-16 00:02:27

أش حالكم ؟!

                       " رثاء يرثى له "

حدث شاعر الفلق و الإفلاق المفلق قال  :

لما كنت الأوحد الافرد في قبيلتي الذي ألقت إليه القوافي أعنتها و شرق ذكري في البلاد و غرب و أنا ممتطي صهوة جياد القوافي خائضا بها غمار الفيافي ، أصبحت كلما حفر قبر و لو في مكان قفر من مقاصد الرثاء تزعمت وفد القبيلة مع شيخنا بن شيخنا بن شيخنا ( الذي عينه النصارى سيفا لجمع العشور و تأمين طرق إمداد جيش المستعمر لغزو آدرار )  لننتقل بسيارات الوفد إلى مجلس العزاء الفاخر تدار علينا الكؤؤس في عسجدية و ترمقنا العيون في تنافس القبائل كيوم الفيش في سوق عكاظ .. و هنا أتقدم و أنا واثق الخطى أمشي ملكا تتسابق الهواتف الذكية " المستفرغه " اللي أصحابها ماهم أذكياء و لا ذوق لهم بالشعر لتحظى أجهزتهم بتوثيق المادة " السبق الفيسبوكي " و يتقاتلون ليفوزوا بصورة تذكارية معي .. !

و أصبحت مع اشتداد الطلب على الرثاء (كثرة الموتى) أقوم بإحصائية ل شيوخ القبائل و الأمراء و المشايخ و أهل الفضل ...الذين أعتقد أنهم ممن تمت برمجتهم للإنتقال إلى الدار الآخرة ( و ذلك بفراسة قل أن تخطئ و علم اكتسبته من طول ممارستي لفن " الرثاء " و مصاحبة الموت ) ...

و لما تقارب الزمان و كثر موت الفجأة صار لزاما علي أن أنشئ قصيدة كل يوم أو يومين ، و لا بد أن تكون القصيدة على المعيار و الذائقة ( قصيدة طنانة رنانة فيها ذكر استشريف القبيلة و تأكيده و ذكر أعلامها الأولياء العلماء الأفذاذ و أن المرحوم كان صواما قواما قائدا حكيما مفوها عالم كل فن خطيبا لوذعا سميدعا كثير الرماد ... و لا بد أن تستعرض عضلاتك اللغوية و محفوظاتك في التضمين و الاستطراد و أن تظهر أنك متمكن من علمي المحظرة " اخليل و الألفية " و ذلك بإشارات تضمينية تحيل إلى أحد أقفاف " اكنيديت اخليل " أو أحد فصول الخلاصة و الاحمرار ...) ..

ما عدلت الفيه باس  :

أنشأت قصيدة عصماء فصماء طنانة رنانة زنانة فنانة على بحر الطويل ( أكثر البحور انسجاما مع الذائقة التقليدية و هو المناسب لمقام الحزن : لبتيت ) و صرت أنشدها منغمة في كل مناسبة عزاء مع تحوير قليل و تعديل في الأسماء و مكان الدفن و تاريخه و بعض الصفات :

إذا كان المرحوم من " الزوايا " ( سوق الشعر ) فهناك صفات ثابتة في كل قصيدة : الشرف ( إلا كد إصح و إلا فالمهاجرين أو الانصار ؤ ظرك الانصار مقدمين ) ، الولاية ، الكرامات ، العرفان ، الكشف ، العلم ، التقى ، الصلاح كابرا عن كابر ...

و إن كان من الأمراء أو الكبراء أو شيوخ القبائل ( السيفات ) و هو ( سوق لغن أساسا و حضور الشعر ثانوي ) فهناك صفات ثابتة أيضا : سلسلة الآباء الأنجاد،  الشجاعة ، الكرم ، كبر الخيم .....

منذ سنة - مثلا - أنشأت قصيدة حورتها حتى الآن مائة و ثمانين مرة في 180 مناسبة ، و في كل مرة ألاقي نفس الحفاوة بل أكثر و عدد الإعجابات يتضاعف طرديا ....!

في آخر تحويرة ألقيتها منغمة على نغمات الإلقاء المحظري في مقام لبتيت ( و تنغيم الإلقاء ذو أهمية بالغة في الذائقة فهو يصرف الناس عن المعاني إلى التنهويل و المهم أن يسمعوا أسماء آبائهم و كراماتهم و اشياختهم و استشريفهم و صيتهم فيتمايلون طربا و اتنهويلا و فخرا ....) :

من القصيدة المحورة 180 مرة أقول  :

ل " عالي الفعال " الشم عالي المحامد 

                      نماه أبوه " حامد " بعد " حامد "

إلى القنة العلياء في المجد سالم

                       محمد غوث المعتفين الأباعد

إلى جده ذي المكرمات الذي مشى 

           على البحر ذي الكشف الصحيح المشاهد

إلى الضيغم المشهور بالعلم و التقى

                       محمذن المحمود نجل الأماجد

إلى " الأفطح " المعروف من لا يرى له

                     شبيه بعلم في اصطياد الشوارد

إلى الأصهب " ابهنضض " كالليث ذي الشرى 

                         مذيق الأعادي سم أقرع حاقد

جدود بنوا في الأرض مجدا مخلدا

                          لجيل فجيل خالد بعد خالد

بأحمد حماد و حمدي حامد

                 و أحمدهم حمادهم ذي المحامد

" و حمدان حمدون و حمدون خالد

                        و خالد لقمان و لقمان راشد "

قبيلتهم للسبط تنمى عليهم 

               لها من معاني الفخر أزكى الشواهد ......

( بيت المتنبي ( قافيته مرفوعة أصلا ) تصرف فيه بالجر عطفا على المجرورات قبله : و هذا نوع من الستحريف جميل عند الذائقة المحظرية )

وافر الاجترار و " آمركل " اللي إسيخل ...

 

            

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122