العلامة الشيخ سید المختار ولد أحمد دام التاقنيتي ثم الابراهيمي نهاية القرن التاسع عشر - وتوفى 1964
الاسم : سيدالمختار بن أبي ولد محمد المصطفى ولد أحمد دام بن محمذ بون بن اتفغ أوبك (فارس الشهباء ) بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن سيدى يحي التنواجيوي
وامه فاطمة بنت الشيخ أحمد بن سيد المختار..
و للشيخ سيد المختار ثلاثة إخوة أشقاء هم أخوه العالم أحمد خير وأخوه الشيخ محمد المصطفى القارئ المقرئ وأخوه محمذ وهو عالم جليل
وكان محمد بن اعليه تزوج مريم بنت يابه وهي ام اولاده وكان يقرئ للفقيه الفغ الحمد
*بين يدي الترجمة*
**لمحة موجزة عن بطں الابراهيميين(إدغبريهم) التاقنیتیین*
"رجال مؤمنون ونساء مؤمنات" العلامة المختار بن بون
اشتهر الابراهيميون بالكثير من الخصال الحميدة كالعلم والقرآن وحب الخير والاستقامة ولين الجانب والكرم
وویرجع نسبهم وتسمیتهم لإبراهيم بن يوسف بن سيد يحي بن إدريس وهو شريف تنواجيوي من اهل العلم توطن في تاقنيت وعاش فیهم فولد له أبنه علي
اما علي فابناؤه احمد والطالب حیبلل جد (اهل الطالب حيبلل بفروعهم )والفغ اميجن جد (اهل خيطور واهل الفغ اعمر واهل المختار السالم وهؤلاء الاخيرون يسكنون مع اداب لحسن ) اما احمد فهو جد (أهل الفغ اوبك عموما واهل محم عموما واهل الفغ اعديجة وهذا الاخير له بنت واحدة هي ام اهل اسويد احمد )
ولإبراهيم أخ يقال له أحمد ولد يوسف و أحمد هذا له أربعة أبناء منهم يوسف و هو الذي تسكن غالبيةذريته في المملكة العربية السعودية لأنه هاجر الى الديار المقدسة وتوطن بها فذريته موجودة هناك وقد روي لي ان احفاده هناك لديهم صلاة مع الجماعة خاصة في مواسم الحج
*مولده ونشاته*
ولد الشيخ سيد المختار بن احمد دام في اواخر القرن التاسع عشر حين كانت احياء عشيره الابراهيميين وابناء بوصمب وإگناطن مجتمعین وبدا دراسته فی بیت اسرته لیبدأ رحلة علمية قادته الى العلامة يحظيه بن عبد الودود الجكني اصلا القنانی موطنا ثم الى محظرة اهل احمدو فال التندغيين
وقد لازم اخواله ابناء الفغ الحمد مدة عمره فكانت فيهم اسرته ومحظرته حتى توفي رضي الله عنه عند ايجناون عام 1964
عالم من اجل علماء المنطقة لم يسمع بمثله ولم ير غزارة علم وضبط وتحقيق ودراية ورواية وورع وزهد وكان يعد من الاجلاء القلائل الذين يلجا اليهم في الفتوى والتقاضي في عويصات المسائل الفقهية فكانت فتاويه تنقض احكام القضاة بعد صدورها لتبحره و من ادل الحجج على ذلك مقولة العلامة محمد عالي بن عدود الشهيرة بعد ان كتب الرجوع عن إفتائه وحكمه كنائب لقاضي بتلميت الشيخ اسماعيل بن باب بن الشيخ سيدي حين قال " لاهی یعگب ذا امرابط تاگنیت للفقه الاحد لاهی یعگب اجرانه للعوم " وساورد القصة بسندها وحروفها التي نقلتها بها
*محظرته العلمية*
منذ أسس محظرته العلمية في ايجناون توافدت اليه الطلاب من كل حدب وصوب فكان فيها الطلاب من شتى القبائل من تاقنيت وشرفاء انواگور وتندغ وغيرهم كثير وقد تخرج منها الكثير الاعلام والايمة المشاهير مثل
الشيخ سيد محمد بن أحمد بن الشيخ أحمدو
الشيخ محمد محمود ولد آد
الراجل ولد المصطف
بده ولد حبيب
احمدو ولد اشفغ النور
سيدي فال ولد محمد عالي
وسنتعرض لأسمائهم إن شاء الله
حامدينو بن محمد المختار
الديه بن سيد أمين
*غزارة علمه*
لقد كان العلامة الشيخ سيد المختار بن احمد دام مرجعية في مدارك العلم والتحري والورع والتبحر في شتى فنون العلم والمعارف
وقد حدثني الشيخ الفاضل سيد محمد ولد بوبه حفظه الله ومتعه بالصحة والعافية عن الشيخ محمد بن الب عن الشيخ محمد بن بيه ازيد أن رجلا من قبيلة ادغنيا كان تاجرا معروفا وكان له ابن عم يرسله في مهام التجارة ومن ذلك رحلة الى ارض الحوضين لشراء النعم ولم يكن النقل يومها متوفرا فكان يشتري له النعم من تلك المنطقة ويسوقها الى بتلميت وحدث ذات رحلة ان ابن عمه التاجر توفي بعده فلما قدم طالب ورثته بحقه في ما كان ابن عمه يعوضه به من الاجرة فرفضوا ان يعطوه شيئا فرفع امره للمرحوم الشيخ اسماعيل بن الشيخ سيدي وهو يومئذ قاضي بتلميت ونائبه الشيخ محمد عالي بن عدود والشيخ محمد عبد الله بن احمذي إمام جامع بتلميت فلما مثلوا بين يديه سأله الشيخ اسماعيل هل كان ابن عمك المرحوم يحدد لك اجرا معينا؟؟
فقال الرجل لاسما لم يكن يحدد لي اجرا معينا ولكنه كان يعطيني مقابل ذلك ما يرضيني ويطيب نفسي ففلما كلم الشيخ اسماعيل غرماءه امتنعوا من إعطائه شيئا لا دليل له عليه فحكم اسماعيل بإسقاط حقه لان صاحب الحق مات وقد اصبح الحق الان لورثته دون غيرهم فطلب الرجل حق استئناف الحكم او نقضه من خلال حصوله على مهلة يوم او اثنين يبحث فيها عن حكم او دليل فقال له القاضي الشيخ اسماعيل قد أمهلتك أسبوعين
فركب إلى العلامة الشيخ سيد المختار بن أحمد دام عند ايجناون فحكى له ماجرى واطلعه على الحكم وقد كان الرجل من جملة طلابه سابقا فبحث سيد المختار في المسألة فقهيا فلما حانت صلاة العصر تناول ورقة وكتب فيها ما كتب فلما صلوا العصر وضع يده على منكب الرجل وقال له ینبغي ان تبيت معنا ان لم تكن مستعجلا فوافق الرجل على المبيت عندهم وبعد صلاة الفجر ناوله الورقة وقال له سلمها للقاضي الشيخ اسماعيل فرجع الرجل بالورقة إلى بتلميت فكان اول من لقيه الشيخ محمد عالي بن عدود فسلمه الورقة فلما قراها محمد عالي طلب ورقة وقلما وكتب فيها رجوعه عن الحكم الاول وحملها الى القاضي الشيخ اسماعيل فرجع الشيخ اسماعيل ايضا عن حكمه الاول وثبت للرجل حقه.
اما ورعه وتحريه فقد حدثني غير واحد من الثقات أن العارف الشیخ القاضي الاچیچبی شیخ سيد المختار بن احمد دام كانت له مزرعة يستغل حصادها فادعى ابن عم له بأنها ملكا له وعزز دعواه بوثائق تثبت ملكيته وكانت للشيخ القاضي وثائق ملكية ايضا
وقد كان الشيخ سيد المختار يزورهم دائما فيجلونه وينصبون له خيمة ينزلونه فيها إجلالا لمكانته فقدم عليهم في فترة دعوى الرجل وخلال المجلس امر الشيخ القاضي سيد المختار أن ينظر في المسالة ويحكم فيها فبدا بوثائق شيخه وكان كلما اتم قراءة ورقة يمرها على وجهه تبركا فلما قراها كلها تناول وثائق الرجل فقراها كلها فلما اتمها خاطب شيخه قائلا : هل عندكم وثائق اخرى غير التي اطلعت عليها يا شيخنا فقال الشيخ القاضي كلمته المشهورة "مري يذيك" وتنازل للرجل عن المزرعة واستسمحه
وبالجملة فإن العلامة سيد المختار ولد احمد دام رحمه الله تعالى كان فريد عصره ومرجعية زمنه في العلم والورع وحسن السمت والحب الخمول ..لقد كان ظاهرة عجيبة نادرة التكرار...