على جماهير أمتنا العربية، أن تواصل مظاهراتها المعبرة عن المواقف المشرفة التي ينبغي أن تكون منظمة ، مواكبة للمعركة المصيرية التي ما زالت الأمة تنتظر نهايتها بما يحقق النصر المؤزر لأمتنا في غزة ، ولعل الأمر يتطلب من القائمين على التحركات الجماهيرية توجيهها توجيها سليما يستدهي دور قادة الوعي السياسي للأحزاب الوطنية والقومية، وقادة التنظيمات المدنية التي لم تخترق من طرف الجمعيات الغربية ذات التوجه المشبوه التي سعت منذ ثلاثين سنة الماضية من أجل اختراق الوعي لدى الشباب العربي، وتوجيه الرأي العام في اتجاه يسلبه وعيه بقضايا الأمة في تحرير فلسطين، ومواكبة انتصارات الأمة في هذه المعركة المصيرية. إن على قيادات الرأي العام العربي أن تتحمل مسؤولياتها، في تنظيم نفسها على أساس تحالفات جبهوية في كل قطر عربي، وتجاوز الاختلافات والمهارات السياسية، لأن الوقت الحالي يفرض تجاوز المصالح الذاتية، والارتباطات المشبوهة بالأنظمة الفاسدة، وذلك للضغط على انظمة الحكم التابعة للدوائر الامبريالية الامريكية والفرنسية، والانجليزية، والألمانية، واسترجاع القاعدة الأساسية ، أن ” أوقات الخطر ، هي دائما فرصة الأمم الحية ” – على تعبير جمال عبد الناصر رحمه الله –إن الأمر يتطلب توجيه المظاهرات الشعبية يوميا، ومحاصرة السفارات الغربية، وتهديد مصالحها بإغلاق شركاتها.. واستثماراتها في كل قطر عربي ، إن التحرك على جميع الجبهات الوطنية، يعزز من انتصار الأمة في معركتها الوجودية المصيرية في غزة ، إن توجيه الرأي العام الوطني بالتحرك الفعال الذي، من بين مهامه الاستراتيجية، أنه يشجع الوطنيين في القوات العربية المسلحة على القيام بواجبها الوطني والقومي، والمبادئ التي تقوم بها المظاهرات اليومية، تستدعي القيام بالمبادرات التي تعيد للأمة دورها في توجيه تيارات التاريخ الوطني والقومي على غرار ما حصل منذ بداية حركات الاستقلال الوطني، ولا يختلف حال الأمة اليوم عن حالها في حرب ١٩٤٨م. حين بدأت العصابات الصهيونية بتهجير مجتمعنا العربي من دياره في فلسطين، لأن الصهاينة، وامريكا المجرمة، تعملان على تهجير من جديد لمجتمعتنا العربي في فلسطين، لأن تهجير أهل غزة المطلوب من طرف الدوائر الامبريالية، سيتبعه تهجير آخر بعد حرب ظالمة على سكانها،، ولأن اتفاقيتي “كامب ديفيد”، ووادي عربة” تتضمنان القضاء على قضية العرب المركزية باقصاء الوجود العربي من فلسطين..!
كذلك فإن الأنظمة العميلة، تحاول مرة أخرى التباكي في الأمم المتحدة من أجل هدنة ضعيفة على غرار هدنة ١٩٤٨م. التي سمحت للعصابات الصهيونية الارهابية بأن تستجمع قواها،، وهذا هو الحل المتوقع ان يحصل الآن بعد التجاوب الرأي العام الحر، ثم يعيد الجيش الصهيوني الكرة مرة أخرى في حصار غزة، والعمل اجتياحها الذي أقره قادة الجيش الصهيوني مع قادة الجيش الأمريكي ، على جماهير أمتنا العربية، إن تفرض على الانظمة اتخاذ مواقف عملية، كالتهديد بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني التي ابرمت معه، وهنا يجب التركيز على القوة الحية للأمة في الأردن، لأن لديه ما يضغط به على كل من الصهاينة، بقطع العلاقة معهم، وتهديد أمريكا بمراجعة الاتفاقات العسكرية التي لم يوافق عليها مجلس النواب الأردني.وحتى يعرف القاصي والداني أن القوات العربية في الأردن بجيشها العربي الحالي، ليس الأردن في حرب ٤٨، حيث كان يقوده عميل انجليزي ” السير جون باغوت غلوب (بالإنجليزية: Sir John Bagot Glubb) المعروف باسم غلوب باشا ولقبه أبو حنيك (16 أبريل 1897 – 17 مارس 1986) ضابط بريطاني عرف بقيادته الجيش العربي الأردني بين العامين 1939 و1956م” كما أن على الشعب العربي في مصر العروبة، وقواه الحية، وقواته الوطنية بتاريخها المشرف منذ ثورة ١٨٨٢م. بقيادة محمد عرابي وزير الدفاع، والقائد العام. إن الأمن الوطني لمصر مهدد الآن أكثر من أي وقت مضى، كما أثبت ذلك النواب في مجلس الشعب المصري،، وأن ما تعاني منه مصر، ما هو إلا من تبعات اتفاقية “كامب ديفيد”التي جرت على مصر هذه التحديات الخارجية التي تواجهها من الكيان الصهيوني، وتحريضه لقادة “اثيوبيا”، والآن أضحت مصر ضحية الخيانة العظمى لقيادتها التي، لن تجد مناصا عن مواجهة الكيان الصهيوني ومخططاته الرامية إلى تهجير ساكنة “غزة” ومتابعتها بالحروب الموسمية على غرار ما فعل الصهاينة في لبنان سنة ١٩٨٢م. إن الرئيس ” السيسي” يواجه تحددين: أولهما مواجهة الصهاينة في هذه المعركة المصيرية للأمة، و إن تخلى عن خط التبعية هذا فسيكسبه ذلك شرعية تساعده على الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. أما ألتحدي الثاني، أن الرئيس ” السيسي ” إذا لم يقف موقفا مشرفا في هذه المعركة، فلن ينفعه تزوير الانتخابات الرئاسية، هذا إذا لم تتحرك طلائع أبناء القوات الوطنية المصرية الذين لن يقبلوا التفريط بالأمن القومي المصري المهدد من طرف الصهاينة في هذه المعركة أكثر من أي وقت مضى . إن النظرية الاستراتيجية للدفاع عن أمن مصر تنطلق من تحرير مصر من الفساد السياسي لنظام الحكم المفرط بأمنها في فلسطين، والدفاع عن الوجود العرب فيها. وهذا الدرس الميداني الذي استخلصه جمال عبد الناصر – رحمه الله – عندما رجع من حرب ٤٨ في الهدنة التي فرضتها الأمم المتحدة وذلك في مقولته ” إن تحرير فلسطين ينطلق من تحرير مصر اولا، وهذا ينطبق على دول الطوق، وباقي الأقطار العربية التي يجب على قادتها السياسيين معرفة، أن تحرير كل قطر، هو في تحرير فلسطين من الصهاينة، وقد أثبتت طوفان الأقصى، أن ” الكيان الصهيوني قوته أوهن من بيت العنكبوت فعليا.. كما قالها حسن نصر الله.
كاتب موريتاني