وداعا..أيها الرجل الفاضل!.. / الإعلامي أحمدو ولد أبنو

2022-02-13 16:45:54

يقول المتنبي في إحدى رثائياته،من وافريته اللامية الرائعة:

نعد     المشرفية        والعوالي!

وتقتلنا     المنون. بلا      قتال!!

ونرتبط     السوابق     مقربات!

فما  ينجين من خبب     الليالي

ويقول فيها:

نصيبك من حياتك  من حبيب!

نصيبك  في  منامك من خيال!

 

أذكر أنني ذات مرة في نهاية عقد الثمانيات،لقيت العلامة الداه ولد محمد عالي ولد محنض رحمة الله عليه،وكنا نستعرض شذرات من أغراض الأدب في ألوان شتى..

وعلق في ذهني أنه مما وقفنا عنده قصيدة المتنبي هذه التي بين أيدينا،وخاصة استهلالها بهذه الأبيات الحلوة،التي جمعت معاني الرثاء متكاملة!

 

غادرنا هذا الرجل الفاضل،العلامة النحرير،الفقيه،الأديب،التقي الورع،ذو الخلق الرفيع،ليلة الأحد الماضية،وكان رحيله ثلمة في الدين والمروءة،ثلمة في العلم والتقى والورع،والنبل،والقناعة والثبات والاستقامة...

 

ولئن كان الموت قد غيبه عنا جسميا،فإنه باقٍ معنا روحًا،ومعنى،راسخ في قلوبنا،وأذهاننا،باقٍ أسوة لنا،ونبراسا منيرا،ينير الطريق أمامنا،نأتم به،(كأنه علم في رأسه نار..!)

أسهم الداه رحمة الله عليه،في بث العلم في قلوب الرجال،وتنشئة الأجيال على الفطرة السليمة،وإعداد الإنسان الموريتاني إعدادا صالحا،باعتباره أغلى رأس مالٍ تنموي على الإطلاق!

كما أسهم في صياغة المجتمع صياغة حسنة،على النهج القويم،الذي سار عليه رعيلنا الأول،تغمدهم الله برحمته الواسعة.

كان نموذجا رائعا،في المنهج الحيوي القويم،والسلوك الجميل،كان سمحا،موطأ الأكناف،قنوعا ومستقيما.

رحل الداه..فيا لهفي على بقية السلف الصالح،الذي تختار منه سهام الموت دون تريث،أو إمهال!

(رأيت المنايا خبط عشواء من تصب!

تمته،ومن تخطئْ يعمر فيهرمِ!)

إن في رحيل الداه،لخسارة كبيرة،ورزءً جسيما،على الوطن كافة،خاصة قرية(ابير التورس)المحروسة،وولاية اترارزه جمعاء!

حاولت رثاءه ضمن هذه(الطلعه) التي يشفع لها تحليها بمناقبه الحسان:

الرحمه      و الجنه         للداه!

ول  إلّ    عمرُ   فيك       افناه!

محمد        عالي    يا       للاه!

تم        الْ  ذاك      ألا  متوال!

ظحك   الدنيا  ماكط       الهاه!

تم     امعاه      ألا         مجال!

لمعان..   ما كبل...        سحفاه!

كلبُ       عن     غير الل   خال!

واده      فالمقام     إل      طاه!

مولان...       مقامُ...         عال!

ماذ      بيه  امش   بعد   امعاه!

الداه...        الثمين       الغالي!

من صالح     لعمال      اعرفناه!

بيه...      ؤضاعف لُ    يالعالي!

لجْرْ...    ؤذا    لعيال الْ  خلاه!

يا          العالي  يا      المتعالي!

 

ديرْ    اص    فيهم      يا المنان!

ذاك      الْ  درت   امن  المعالي!

ؤلسلام...   ؤلمان...     ؤلحسان!

فِالداه....    ....    ؤمحمد  عالي!

عاش الداه ولد محمد عالي ولد محنض رحمه الله عمرا ناهز ثمانين عاما قضاها كلها في خدمة العلم والدين والشأن العام.

تغمده الله برحمته الواسعة،وأدخله الفردوس الأعلى  من الجنة،وبارك في عقبه البررة الأخيار،وأصلح شأنهم،وأبقاهم لنا فخرا وذخرا.

وإنا لنعزي انفسنا في هذا المصاب الجلل،ونعزي الأسرة الكريمة،وأهلنا الأفاضل جميعا،ألهمهم الله الصبر والسلوان.

من زاوية /درم آوليك  التي يكتبها أحمدو ولد أبن في جريدة الشعب الوطنية كل أربعاء.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122