هكذا اعتذرت السيدة الأولى مريم داداه لإدارة المدرسة

2021-05-11 10:13:00
بهذه العقلية القيادية يتفتق التعليم النافع..
--------------------------------
السيدة الأولى تعتذر.. نيابةً عن أسرتها
 
في شهر مارس عام 1977، كنت تلميذاً في المدرسة رقم 8 بالعاصمة، وكنت في الصف الخامس، وكانت معي في الصف نفسه مجموعة من التلاميذ بينهم بعض أبناء المرحوم حرمه ولد ببانه (شعيب وهود وإدريس)، بالإضافة الي كوكبة من أبناء الشعب من مختلف الطبقات بينهم ابن رئيس الجمهورية، محمدن ولد المختار ولد داداه. كان القسم يضم 32 تلميذاً، كنت دوماً أجلس في الصف الثاني، وكان يجلس إلى جانبي محمدن ابن الرئيس. كان بسيطاً جداً ولم يكن متأثراً بمنصب والده، وكنت أنا بطبيعة الحال أكثر منه بساطة لأن والدي كان سائق حافلة تنقل عمال شركة «آسكنا».   
 
وذات مرة حدث اشتباك بالأيدي بين محمدن (إبن الرئيس) وأحد زملائه في الصف، مع العلم أن محمدن لم يكن طائشاً في صغره. وقعت الحادثة وقت الاستراحة الصباحية، حيث كان الدوام المدرسي آنذاك على فترتين إحداهما صباحية والأخرى مسائية.
 
في نفس اليوم، وعند تمام الساعة الرابعة بعد الظهر، طرق شخصٌ ما باب الصف، وكان معلم اللغة الفرنسية السيد «لبّات» يدرّسنا حصة الفرنسية، فقال للطارق باللغة الفرنسية: ادخل، فإذا بمدير المدرسة يدخل وبصحبته نصرانية طويلة القامة. وقفنا جميعاً للمدير بطبيعة الحال قبل أن يأمرنا المعلم بذلك، وكنت من تلاميذ الصف الذين لا يعرفون أن المرأة الواقفة بجانب المدير هي السيدة الأولي مريم داداه.
 
 طلب المدير من المعلم السيد «لبّات» الإذن ليخاطبنا، وكان الجميع وقوفاً، فأعطاه الإذن. قال لنا السيد المدير: اجلسوا، فجلسنا جميعاً إلا تلميذ واحد بقي واقفا في الخلف، فقال له المدير: اجلس من فضلك، فأجاب التلميذ باللغة الفرنسية: سيدي المدير إنها مريم داداه، قال له المدير وهو يبتسم: نعم، لكن اجلس. ضحكت مريم داداه وقالت للتلميذ: شرفتني كثيراً.
ثم أخذ المدير الكلام وقال: إن السيدة الأولى أتت لتقديم اعتذار من أسرة أهل داداه إلى إدارة المدرسة ومدرسيها وتلاميذها إثر الاشتباك الذي جرى اليوم بين ابنها وأحد زملائه في الفصل. 
 
ثم أخذت هي الكلام وشكرت إدارة المدرسة رقم 8 واعتذرت للمعلم «لبّات» عن قطع الحصة التدريسية وقالت إنها أتت خصيصاً لتقديم اعتذار أسرة محمدن ولد المختار ولد داداه إلى الإدارة والتلاميذ عن المشكلة التي حدثت صباح ذلك اليوم، ووعدت بأن لا تحدث مشكلة أخرى مثلها مستقبلا.
 
 من صفحة Sidi Seyidi
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122