"الحرية والنظام" :
.
*************
(... في مايو عام ١٩٦٨ ، اندلعت تظاهرات الشباب في شوارع باريس ، وسرعان ما انتشرت في أنحاء فرنسا ، بعد انضمام فئات واسعة من الشعب اليها ...
يومها قال الجنرال " ديجول " لمساعديه بعد أن سمع هدير المتظاهرين وهتافهم واقترابهم من قصر الاليزيه :
" لن أرضخ لهم ، اذا رضخت سوف يدوسوننا بالأقدام "
****
قبل ذلك ببضعة شهور ، وتحديداً في فبراير من نفس العام ، أنطلقت في شوارع القاهرة والإسكندرية وأسيوط حيث توجد جامعاتها الكبرى ، تظاهرات واسعة ، سرعان ما تعاطف معها عمال المصانع في حلوان ، وشبرا الخيمة وغيرها ...
يومها أدرك جمال عبدالناصر" ، الدوافع النبيلة لتلك التظاهرات التي انطلقت بسبب رفض الشباب والعمال الأحكام الصادرة بحق قادة سلاح الطيران المصري في حرب ٦٧ ، والذي وجد فيها الرأي العام الوطني ، أنها أحكام لا تتفق مع ما أرتكبه هؤلاء القادة من تقصير يصل الى حد الجريمة ...
******
يومها جدا أعاد "عبدالناصر" محاكمة هؤلاء القادة ، والتقدم ببرنامج للإصلاح والثورة على النظام ذاته ، وهو برنامج " ٣٠ مارس " ، وقد وصف الرئيس تظاهرات الطلاب والعمال بانها :
" ظاهرة صحية ، وأن الثورة اذا تناقضت مع شباب الوطن ، وعماله ، فالثورة في طريق الخطأ ، والشباب والعمال في الطريق الصحيح " ....
*****"
عبدالناصر وديجول " كلاهما من أبطال القرن العشرين وزعمائه الكبار ، غير أن قراءة كُلّ منهما لظرف مُشابه كان مُختلفاً ، ومن ثم كانت النتيجة مُختلفة ...
****
الأول تعامل مع الشعب بوصفه واحداً من أبناءهُ ، أبناء الجنرال !!
أما الثاني ، فقد اعتبر نفسه واحداً من أبناء الشعب لا أباً له ....
******
نجح " ناصر " في الإمتحان ، بينما سقط " ديجول " في نفس الإمتحان ...
*****
عن الحرية في وطني أتحدث ...
عن حرية الصحافة والفكر والثقافة ...
لعلنا نّعي ، ونّستوعب الدّرس من سلوك الكبار ... )
******
صلاح زكي أحمد
القاهرة :
يوم الاثنين الموافق يوم ٣ مايو ٢٠٢١
*****
ملاحظة :
اهداء الى أصحاب الفكر الحُرْ ، والرأي الوطني ، والثقافة الراقية ، والإعلام المُحترم ...
*****
إليهم في عيدهم " ٣ " مايو من كل عام والذي يوافق اليوم العالمي لحرية الصحافة والإعلام .
ملاحظة :
سوف نواصل غداً ، بإذن الله ، الجزء الخامس من موضوعنا عن " قواعد العشق الأربعون " .