"كنا في المدرسة الاستعمارية 1957-1960 ندرس مادة "الأخلاق" (la Morale). وكانت هي أول مادة نبدأ بها صباح كل يوم لمدة 20-30 دقيقة. وأول درس في «الأخلاق» تلقيته في مدرسة "سيلبابِي" مع المعلم الجمعة تراوري رحمه الله، والد السيد هارونا تراوري الدبلوماسي السابق و المكلف بمهمة حالًا في ديوان رئيس الجمهورية، و كان منهجه في تدريس «الأخلاق» شيقًا و ممتعًا.
.كما قلتُ، كان هو الدرس الأول في اليوم ويبدأ دائما بالطقوس المعروفة: (اجلسوا، اجلسوا، ردوا اليدين ! ) . ثم يأتي بقصة قصيرة حول موضوع محدد يرتبط بالسلوك الجيد للعيش في المجتمع و يساعد الطفل على أن يكون تلميذا صالحًا، مثل: النظام، الرعاية ، الطاعة، الانضباط، الاجتهاد، اليقظة، احترام الوالدين و المعلمين، الأدب، الصديق الطيب، إلخ ...
وأذكر أنه كان يستخلص جملة قصيرة توضح و تلخص الدرس و يكتبها على السبورة وننقلها على الدفاتر: مثلًا: "سأعتني بأدواتي، «سأستمع دائمًا إلى المعلم»، «سأحترم معلمي طيلة حياتي"، «سأكون طالبًا ملتزما»، «أحب معلمي كما أحب أبي وأمي"٠»، إلخ ... أو جملة مثل: ابق هادئا ، العنف يؤدي إلى العنف!
وبعد ذلك 1958-1959 بدأت دروس الأخلاق في شكل قراءات و محفوظات، و إملاء، و موضوعات كتابة. مثلًا: واجبات التلميذ تجاه أسرته ومعلمه ورفاقه والوطن والمجتمع. «قل ما ينبغي لك فعله وما لا ينبغي كي تكون رجلاً مفيدًا»، «كيف يمكن لطفل صغير في مثل سنك أن يساعد والديه في جميع الأعمال المنزلية؟»، «واجب الطاعة للمعلم في كل زمان و مكان»، إلخ...
وفي الإعدادية 1960-1964 يبدأ تعليم مادة «التربية المدنية» لاستكمال المدونة الأخلاقية للطلاب ليصبحوا مواطنين صالحين.
لماذا لا نعود إلى هذه المناهج والبرامج؟
الأخلاق.. ابق هادئًا.. العنف يؤدي إلى العنف".