يستحق سكان قريتنا الأفاضل الطيبن غيرما عانوا من مظالم يندي لها الجبين في حريم قريتهم الواعدةالهادئة إذ طرقها طارق *المكب اللعين* فأصابهم ما أصابهم من صنوف الأهمال وأنواع الأذي بسبب *تضاريس النفاية* بجبلها الشاهق
.
و محمياته" الطبيعية النادرةالتي تحتضن بيئةمثالية لاسيطان وتكاثرأصناف هائلة من الحشرات والبكتيريا فضلا عن الأبخرة وسحب الدخان التي لاينجو من التأذي من نتن روأئحها إلامن" تكوفن "أوتكورن.". أماالمخاطرالصحية والبيئوية فلاتخفي آثارها الكارثية القاتلة
ومن منا لا يدرك خطورة هذا الأمر الِإمر وفداحةَ الخطبَ الجلَلِ الذي يدركه الغبي ويعبرعنه العيي ويعلمه الذئب الولاتي..
وقد تبدَّت لي عدة *خلاصات، تمثل- في رأيي- جزء من الصورةالتي بدت واضحة للعيان*
*الخلاصة الأولي حول تاريخ المكب:
لقد أنشئ هذا المكب منذعقد ونصف من الزمن وهي مدة طويلة شملت فترتين انتقاليتين *وعشرية* رئاسية أخري وصدرا من المأمورية الرئاسية الحالية التي لم تات بجديد وإن وعدصاحبها خير حسب ماروي... *استمرت هذه المدة الطويلة واستمرمعها أهل تفيريت وجيرتهم في حراك دائم رافض للمكب ، فما وهنوا ومااستكانوا* ومالانت لهم قناة ، ولاخارت لهم عزيمة وقد استعانوا بالصبر وتمسكوا بالنضال السلمي الواعي رغم ماتلقوه من صنوف الأذي والتنكيل وماحل بهم من أمراض وأضرار بيئية وإنسانية لاتخطؤهاالعين
وقدتوجت جهودهم بحكم قضائي عادل غير قابل للطعن فمتي الحل إذن؟
*الخلاصة الثانية التمسك بالحق*
تمسك أهلنا في تفيريت بهذا الحكم القضائي وحاولوا بأسلوب متحضر تذكيرأولي الأمر بخطورة الوضع وبنفاد الصبر وبالزامية تطبيق القانون بإغلاق المكب..
فقمعوا وأهينوا قبل أن يخدعوا بوعد كاذب تم التراجع عنه بعد شهرين فعادت حليمة إلى عادتها القديمة وتتالت أفواج السيارات الموقرة بأنواع القاذورات تظللها
عصائب الذباب الأزرق وغيوم الدخان الكثيف وتتكاثر بين شحناتها مستعمرات البكتيريا.
المتجددة. ولم يعد الوعد دينا على صاحبه.*.فما الحل؟
*الخلاصة الثالثة سلوك الإدارة*
أظهر سلوك الإدارة المحلية كثيرامن الشطط في استخدام القوة المفرطة كماظهرمن خلال مظهر التنكيل السافر أمام ناظري الحاكم ومسمعه ولم تقم الوزارة بأصلاح الخلل ولا بتصحيح
الوضع المختل فأساءت التصرف وغابت عن
سلطاتها العليا علامات الصدق وكثر الفجورفي القول والتنكيل بالفعل
أما الوفاء بالعهد *فهيهات العقيق* وأبدعت أوامر الإدارة في توزبع الظلم وتنويعه أيما إبداع من بينها الضرب والجر والحرق بالقنابل والاعتقال وماالكلام البذيء عن ذلك ببعيد كمابرهنت على عبقريتها في أختلاق الأعذار والتسويف واللعب على الأوتار الأجتماعية والنفسية الحساسة..
وهنا تدخل ذووالنيات الحسنة* من أطرووجها ممن تحترمهم الساكنة وتقدرحرصهم على مصلحتها العليا وكان من واجب السلطات ومن حسن تدبيرها أن تتعامل بأريحية مع مساعيهم النبيلة وتصدقهم القول وتحافظ على ثقة المجتمع القبلي بهم. لكنها على خلاف ذلك تمادت في إيلام السكان ومحاولات كسر صلابتهم ووعدت لجنة التفاوض وعدا عرقوبيا* لم يكن الأول ولاالثاني... بل تتالت الوعود الخلب تتري كسبا للوقت ريثما يتم التخطيط لخارطة طريق مزعومة تحافظ على ممتلكات التجار وأرباحهم ومصالحهم، وليمت بعدذلك السكان ولتتدهور بيئتهم ..مصائب قوم عند قوم فوائد. وكأن لسان حال الإدارة يحدث بأرفع صوت: لاتهمنا خسارةالأرواح بقدرما تهمنا مضاعفة الأرباح "!!
ما يمكن استخلاصه
أولا:أن قبيلتنا رغم حجمها المعنوي والعلمي والاجتماعي والتاريخي والانتخابي لا تشكل أمرا ذا بال بالنسبة للحاكمين الجدد كمالم تشكل أهمية تذكر* بالنسبة للحاكمين بالامس الدابر..(فاسمعي ياجارة) والشواهدعلى ذلك لاتحتاج إلى دليل وليس يصح في الأذهان سطر إذااحتاج النهار إلى دليل فلاداعي لطمس حقائق الواقع ولامعني في هذه
الظروف المؤلمة لتدبيج قصائد المديح والشكر والثناء وكفي من الرياء والتزلف ولاداعي لسماع كلمات مثبطة تلوكها ألسنة المزمرين المطبلين والمصفقين فقد انتفخت الايدي وبحت الحنا جر وزكمت الانوف ونفدت مفردات الثناءمن قواميسنا .
..
ثانيا:أظهر الحراك المبارك أهمية التكاتف والتعاطف بين مجموعتنا رغم أختلاف ألوانها الفكرية والسياسية والفئوية والجهوية،كما أظهر مدي التعاطف الكبيرمعنا من الرأي العام الوطني بمدونيه وإعلامييه وأحزابه و سياسييه وقبائله وفئاته وبرلمانييه ، ومختلف قواه الحية، وهوما شكل ضغطا قويا متزايداعلى السلطات أربك حساباتها
ثالثا: لئن كشف
مسارالأزمة عن أهمية النضال في فرض الحقوق فقدأبان بوضوح هشاسة الادارة وارتباكها وعجزها عن إدارة الأزمة بكفاءة واحتراف فلجأت إلى أساليب المراوغة والمماطلة.. والتلاعب بالعواطف.والمراهنة الخاسرة على عامل الوقت.. فجمعت بين استخدام القوة القمعية الميدانية من جهة وطمأنة لجنة التفاوض والوجها ء
بوعود معسولة وحجج داحضة من أساسها من جهة أخري وقدأبان السيناريو المرسوم عن مسرحية رديئة
التمثيل بعيدة عن الأخلاق يطبعها الجهل والغباء وسوء التصرف
ثالثا:لقدعلم الجميع مدي غياب الرؤيا الاستراتجية لمشاريعنا التنموية بما في ذلك مراعاة الأبعادالقانونية الإنسانية والاجتماعية والبيئوية والصحية وإهمال هذه الأبعاد عندتأسيس المشاريع خطأجسيم وجهل مركب بمسارات التنميةوحاجات ومخاوف السكان .ويمثل مكب تفيريت أنموذجا صارخا ومثالا صريحا لذلك..
رابعا: أبدع العمل النضالي السلمي في تقديم درس متكامل العناصر وخلاصته المركزة(( :إن الحقوق لاتنال بالتقرب المجاني للحاكم ولا بالمجاملات والوعود ولا بولاء قبلي مفترض وزائف، بل تنتزع بالنضال والتضحية الهادفين إلى نيل الحقوق الكاملة.))
خامسا:لايخفي أن الإدارة
فضلت استخدام قانون القوة على تطبيق قوة القانون و انحازت إلى مصالح التجار والنافذين على حساب صحة المواطنين وبيئتهم
وسوائمهم... وإنها لقسمة ضيزي فأين البعد الشرعي والقانوني والأخلاقي الملزم للدولة الديمقراطية؟ وفق السطورالأولي من ديباجية دستورها: "موريتا دولة ...ديمقراطية اجتماعية*.."
فأما ديمقراطيتها فمن مقتضياتها تطبيق القانون واحترام أحكام القضاء وأما كونها دولة اجتماعية* فمن أولي مقتضيات ذلك أن ل اتترك مواطنيها يموتون في وضح النهار خشية أن يخسرتجارتربحواعلى حساب *مجتمع أصيل عريق ومسالم*
خامسا:مما يثير الحيرة والاستغراب ذلك التناقض الواضح بين ما يذكرمن سمات أخلاقية عالية لفخامة رئيس الجمهورية وما تقوم به الأدارة من قمع وسحل وتنكيل بمواطنين شرفاء يمثل احترامهم أختبارا لفهم وثقافة واطلاع من يسكن القصر *و "هل يستوي الذين بعلمون والذين لايعلمون*"؟
ونتوقع من المواطن الأول أن يكون من الفئة الأولي.. فمتي تصل أنات الجرحي والمرضي إلى( أذن السلطان الطويلة) ؟وكيف تصل روائح جبال تفيريت إلى شرفات بعض قصور العاصمة؟
متي يشعرسكان قري تفيريت ومجاوريها بالأنصاف الذي أصبح جزء من أحلام اليقظة؟ ومتي تدرك السلطات معني *العهد والصدق والوفاء*؟ وكيف يتم جبر الأضرار المادية والصحية والنفسية التي عاني منهامجتمع نبيل يستحق غيرماتعرض له من قمع وغدر؟
ومتي يعلم بعض وجهاء القبيلة المكلومة مستوي احترام ولي الأمر لهم ولمجتمعهم ومدي حرصه على سلامة وصحة جزء من مواطنيه الأعزة؟
أين الفطنة المعهودة أوالمتوقعة على الأقل؟
م محم دسدينا ودو*