تحكي "ألاعيب خالد مع كورونا" عن معاناة طفل موريتاني تعود على اللعب مع أصدقائه بحرية في الأحياء الشعبية الموريتانية، وعندما انتقل إلى الإمارات تأقلم سريعا مع أجوائها، وكوّن مجموعة أصدقاء يخرجون معه ويشاركونه ألعابه، وذلك بأشهر قليلة قبل ظهور جائحة كورونا، وعندما تظهر الجائحة فجأة يجد نفسه محروما من الخروج للّعب بسبب العزل والتباعد الاجتماعي الذي فرضته الإجراءات الصحية في مواجهتها، وبما أنه طفل تعود على الخروج واللعب مع أصدقائه، فقد وجد صعوبة في تقبل ذلك الواقع، فكان يضع خططا يومية للاحتيال على تلك الإجراءات حتى يخرج ويفوز بلحظات من اللّعب خارج البيت، فتارة يلعب الكرة تحت العمارة التي يسكنها، وتارة يركب دراجته، ويتجول على مسارات ومماشي منطقة القصباء في مدينة الشارقة، وتارة يدخل منطقة الألعاب فيها، ليُمتّع نفسه بما فيها من ألعاب، وكان كل يوم جديد يحمل له خبرا غير سار عن إغلاق مكان من أماكن اللعب، أو إيقاف ممارسة ما، أو تقييد جديد للخروج، ومع ذلك كان يقاوم الأمر الواقع، ويضع خططه الطفولية الخاصة به، فينجح ويخفق، لكنه يرفض أن يستسلم، ولا يريد لذلك المرض اللّعين أن يكسر إرادته، وإرادة البشرية من بعده في الحياة والفرح.. حتى إنه صمم بنفسه خطة لمواجهة المرض ظن أنه سيقضي بها عليه..
ومع اشتداد إجراءات الحجر ووصول الإمارات إلى لحظة الإغلاق التام في منتصف شهر إبريل كان الطفل خالد على تواصل مع أبناء عمته وأصدقائه في موريتانيا، وكانوا يحدثونه عن ما يمارسونه من ألعاب وما يجدونه من حرية وسعادة في حيهم الشعبي البسيط في نواكشوط، الذي لا تطاله إجراءات الإغلاق المشددة، ذلك الحي الذي عرف خالد كل دروبه ومارس كل ألعابه وشقاواته فيه.. فتثور الذكريات وينبعث الحين في نفسه، وتتضاعف حسرته، ويقرر أنه لا بد من السفر، فيعد حقيبة ملابسه، ويتجه إلى أبيه ليطلب منه أن يشتري له تذكرة عودة إلى موريتانيا، وكيف للأب بتذكرة طيران إلى موريتانيا، وكل الخطوط الجوية في العالم متوقفة، ولا أحد يستطيع أن يعدي عتبة بيته..
في النهاية ستتغلب إرادة الإنسان في الحياة والفرح على الجائحة، وتعود الحياة جميلة.