وزعت إدارة الاتصال بشركة تازيازت مع الموظف بالشركة كوكس شوين وهو أول مصاب بفيروس كورونا في موريتانيا مقابلة تحدث فيها عن إصابته وظروف حجره فى المستشفى هذا نصها:
.كيف كان الدعم المقدم من طرف مهنيي الصحة الموريتانيين وزملائكم في تازيازت خلال عزلكم؟ هل حصلتم على كل الدعم الذي كنتم تحتاجونه في هذه الوضعية؟
كنت أرى الأطباء الموريتانيين مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم وكان كل واحد منهم يعبر عن استعداده من خلال إعطائي عنوانه المستخدم على الواتساب، إلى درجة أنه كان بإمكاني، لو شئت ذلك أو تعين فعله، أن أتصل بهم بين هذه الزيارات بخصوص أي أمر مهما كان. وكانوا أكثر من مستعدين للرد على جميع الأسئلة التي كانت لدي وبذلوا كل ما في وسعهم لطمأنتي قدر المستطاع حول العملية. وكان الدكاترة وعمال الدعم وديين جدا ويعتنون حقيقة بما يمكن أن يتعلق برخائي.
وكان زملائي في غاية التضامن، وكانت هناك مجموعة صغيرة بذلت كل ما في وسعها من أجل مساعدتي وأنا مدين لها بالكثير من الامتنان، ومن ضمنها الدكتور بيرغر من تازيازت.
كيف تمت معالجتكم / التكفل بكم من طرف السلطات الموريتانية منذ اللحظة التي تم فيه الكشف عن إصابتكم؟
قامت السلطات الموريتانية بمعاملتي باحترام والتوجه إلي بشكل إيجابي. ففور الكشف عن إصابتي، تصرفت هذه السلطات بشكل سريع وحاسم ووضعتني في الحجر بأسرع وقت ممكن. وتظهر جهود السلطات لوضعي في الحجر وإغلاق البلد بأقصى سرعة ممكنة أن صحة ورخاء جميع الموريتانيين كانا أولوية لديها. فقد قامت بما لم يستطع الكثير من البلدان الأخرى في العالم القيام به للحفاظ على سلامة غالبية السكان خلال هذه الفترة.
كيف جرى مقامكم في مركز الحجر؟
بالتأكيد كان ذلك تحديا. كان هناك الكثير يجب تحمله في البداية.
طيلة مقامي، كانت المعنويات كثيرا ما ترتفع وتنخفض، لكنني أعتقد أن ذلك كان أمرا متوقعا في ظل العزل في مكان مجهول على امتداد هذه الفترة. وكان العمال والأطباء أريحيين ولطيفين ومستعدين لسماع جميع الطلبات التي أتقدم بها والمساعدة بكل ما في وسعهم.
هناك أناس عملوا الكثير حقيقة للسهر على حصولي على أكبر قدر ممكن من الراحة ولن أستطيع أن أفيهم حقهم من الشكر على ما فعلوا. ولوضع هذا في السياق، كان مديرنا للعمليات بالنيابة على صلة بعائلتي وشريكتي في كل يوم، وهو ما هدأ بالهم وبالي. وعمل مشرف عمليات صيانة المعدات المتنقلة على أن يكون أحد أفراد أسرته جاهزا في حال احتجت إلى شيء في أي وقت كان. وقد مثل دعما كبيرا بالنسبة لي. حيث كان يمر طيلة اليوم للتأكد من وضعي والسؤال عن ما إذا كان كل شيء على ما يرام. ومع أن الغذاء الجيد يقدم لي في المؤسسة بعد إغلاق المطاعم نظرا للقيود، فإن عقيلة مشرف عمليات صيانة المعدات المتنقلة بدأت في الطهي من أجلي وتقديم الغداء لي كل يوم، وهو ما كان كذلك أمرا مؤثرا.
وبعدما تحدث معي ومع أطباء المنشأة، راودت مدير المخيم فكرة ترميم غرفة واستخدام أثاث كان اشتراه لمخيم تازيازت. ثم روج الفكرة لدى الإدارة العامة التي، بدورها، وافقت على ترميم غرفة أقمت فيها خلال أسبوع أثناء الأيام ال16 التي قضيتها هناك. وقد رفع ذلك حقيقة معنوياتي وقام العمال بعمل ممتاز؛ شكرا جزيلا إذن لجميع من شاركوا في هذا العمل. كما كان مدير المخيم يهاتفني كل يوم ليناقشني ويحكي لي نكتة اليوم والتي كنت أنتظرها في كل مرة.
ويكمن الجانب الأكثر متعة في كل هذا في كون هذا العمل سمح بترميم غرف أخرى من جناح المستشفى، ولذلك كنت حقيقة سعيدا لأن شيئا إيجابيا تم إنجازه لصالح المجتمع وأشخاص آخرين جرى أيضا الكشف عن إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
ما هو شعوركم بعد مغادرة مركز الحجر؟
كان شعورا بالارتياح الصرف. لم أر الشمس منذ 16 يوما، ولذلك كان الخروج ورؤية هذا والشعور من جديد بالشمس والهواء البارد إحساسا لا يصدق. وكانت الروعة في رؤية الأوجه المألوفة لزملائي، بمن فيهم مدير للوجستيك والتموين.
غير أن الشعور لم يدم طويلا لأنني أخبرت في اليوم الموالي بأن علي مجددا عزل نفسي في دار ضيافة كينروس خلال أسبوعين آخرين، وهو ما لم أكن أتوقعه. وهكذا قضيت 16 يوما من الحجر هناك قبل العودة إلى الموقع. أشكر زملائي وعمال دار الضيافة كذلك على كل ما قاموا به من أجلي هناك.
كيف جرت عودتكم إلى تازيازت؟
يمكن أن أقول بكل أمانة إنني لم أكن أبدا أكثر سعادة بالعودة إلى العمل خلال جميع سنوات مشواري المهني. كان رائعا أن أعود وأرى الجميع ويستقبلني الجميع بالأحضان عندما وصلت إلى تازيازت. لقد توقف الناس في كل القطاعات وتحدثوا معي أكثر من ما جرت به العادة وكانوا صريحين في طرحهم أسئلة علي حول صحتي وفي سهرهم على أن أشعر بأنني محل ترحيب. وكان كل عضو من صيانة المعدات المتنقلة رائعا وبدت عليهم كلهم السعادة البالغة لرؤيتي وقاموا بكل ما بوسعهم لمساعدتي. وكانت الأيام الثلاثة أو الأربعة الأولى متعبة جدا لأنني أستأنف مجريات الأشياء، لكن بعد ذلك، صارت الأمور على عادتها.
أود فقط أن أوجه خالص الشكر لجميع زملائي هنا في تازيازت، الموريتانيين والأجانب (هنا وفي الخارج) الذين خصصوا وقتا لبعث رسالة نصية أو بالبريد الالكتروني إلي أو لمهاتفتي لمعرفة أحوالي عندما كنت في الحجر. كان حقيقة من المؤثر بالنسبة لي أن أرى هذا العدد الكبير من الأشخاص يتصلون بي طيلة هذه المحنة وأن أرى هذا العدد الكبير من عمال تازيازت المقيمين في نواكشوط وهم يسألون إن كان بإمكانهم القيام بشيء لتقديم المساعدة.
إنني ممتن جدا لهذا.