العميد ابراهيم ولد عبد الله يكتب: ما يجرى منحة فى ثوب محنة

2020-04-29 00:16:00

مرة أخرى تهش لنا السماء في ثوب محنة ظاهرها عذاب لمن يستحق وباطنها رحمةسابغة للأخيار الطيبين- على قلتهم لكنهم من حيث الكيف كثيرون-قمن أن نحولها إلى منحة إن نحن فهمنا عن الخالق فالجاهل الحقيقي هو من لا يفهم عن الله جل شأنه وعلاه في علاه..!

.

الإبتسامة الأولى التي افتر عنها ثغر الزمن كانت إقصاء الجيش لعزيز، رغم التكذيبات التي - من المضحك -كانت ترافقها من نفس المصادر..تسريبات..!
والثانية كانت يوم قاد عزيز قدره وركب رأسه وجاء لينتهي به المطاف قريبا (نصر على ذلك)إلى قفص الإتهام ثم المحاكمة ومصادرة بل إسترجاع أموالنا التي ابتلع منها ما يقدر على الأقل بما يعادل ميزانية سنتين التي تتأرجح للعام الواحد بين أربعمائة وخمسمائة مليار أوقية قديمة.....
والثالثة هي هذا الوباء الذي ما دمنا غير مشغولين في "مختبراتنا"بالبحث عن الترياق الذي يكفينا ويكفي العالم شره،علينا أن نهتبل الفرصة المهداة للتفكير في مآلاتنا إن كانت ضمن جدول إهتماماتنا ..وعلينا أن نعي أن العالم برمته ستنقلب أحواله إلى ما أراد كل بلد على حدة (فالمجموعات هلكت إلى حين يبعث منها ما يبعث على أسس جديدة كل الجدة)..
الأمر بالنسبة لنا مؤنته سهلة بسيطة ..لكن ذلك يتطلب قدرا من توفر الإرادة التاريخية لحمل المسؤؤلية ..وهذه السهولة عادة تخيفني من ان نكون من المنظرين(بضم الميم وتسكين النون) آلى عقاب أشد مما حل بالآخرين كأن يغمرنا المحيط أويموت الآخرون بألأسلحة البيولوجية أوالنارية والغازية ونهلك نحن بالمجاعة ..
علينا من اللحظة أن ننسى "التعهدات" ..فإنها لم تعد تلبي صريخ واقعنا ..فلا بد من تحيينها في ضوء ما هو آت لا ما كان وفات..لتدارس على الأقل إرهاصات مشروع مجتمع قابل لإبقاء كينونتنا الوطنية حية ترزق في ظل ما يحضر له من خلق نظام عالمي جديد ..ولن نخطو خطوة جادة في هذا الإتجاه ما لم نصف نياتنا في التغيير الحقيقي الناجع والناجز ..وههنا علينا أن ندرك أن لا تغيير ممكنا على يد مفسدين وجهلة هم اليوم يتصدرون قوائم من يسوسون شؤوننا في زمن ما فرغهم إنهماكهم في السرقة وتجهيل الأجيال لإعداد أنفسهم للآسهام في مواجهة إإكراهاته...
وهذه الصبوة إلى التغيير تتلخص في خطوات مستعجلة تنير التوجه العام للبلد واشرئباب عنقه باتجاه المستقبل..أجملها في ما يلي .إلى أن تفصل في الفيديوهات و التدوينات القادمة تلبية لإلحاح و استعجال المهمات..
فعندما استلم الرئيس غزواني السلطة وعد بخلق مائة الف فرصة عمل فقهقه من فعل وكان ردي عليهم أن الأمر جد ممكن إذا قمنابما يلي ..وهي أولى الخطوات التي أدعوه إليها..فما زلت معه في مقام النصح:
-عليه للوفاء بذاك التعهد أن يتوجه بجدية إلى الزراعة باستصلاح الأراضي واسترجاع ما بيع منها للأجانب وإن كانوا إخوة عربا وتمليك أهل المنطقة أراضيهم وتسليمهم ما يجور عليهم البعض بسلبه منهم و إنشاء تعاونيات لهم وبناء مشاريع "مزارعة" بينهم ورجال الأعمال غير الجشعين لتبادل المنافع بينهم حفظا للكرامة وصونا وتعميقا للسلم المجتمعي ...والنتيجة ستكون تشغيل ضعف الرقم الموعود بحول الله وحسن تسديده..مع أمور أخرى مرافقة أتركها لحين تقديم المقترحات في هذا المجال وغيره إلى من يهمهم أمر الشعب الذي سلمهم زمام أمره .. ولتكن لنا عبرة في ما شاهدناه جراء توقف الإستيراد لمواد عيشنا في هذه الأزمة لنعلم أخيرا أن من لا ينتج لا يأكل ..ونهرنا دفاق وتربتنا خصبة وسواعد الرجال مهمشة...والله حرام..!

مباشرة بل بالتوازي مع هذه الخطوة واخواتها -ويكون الرئيس أدرك الأمر قبلا -وقد صدعت بذلك أمامه في اللقاء مع الصحافة علينا تفعيل بعد تنقيتها أدوات التغيير الذي يبدأ بالعقليات ونمط التسيير في كل مناحي الحياة..أداتان( بل ثلاث )لابد من التركيز عليهما:الصحافة والأحزاب ..فلقد تم العبث بهما في كل العهود لأنه نظر إليهما من زاوية إستخباراتية ماكيايافيلية وفق مبدأ*كثير من الصحف والأحزاب يقتل الصحيفة والحزب*..ولماذا؟ ..كي نبقى نحن في السلطة ..! بئست النظرة تلك!....
الخطوة التالية ستكون الشروع الجاد في إعداد إصلاح حقيقي للتعليم.. فلدينا خبراء محليا وفي الخارج العاطل عن العمل بسبب ما هو آت..هذا هو شرط إيجاد صحة ناجعة وهندسة وطرق ووو.....
وهذه هي المفاتيح لولوج بوابة الغد ولا تتطلب إلا :

_صقل حقل الصحافة بإقتلاع الأعشاب الضارة والطحالب التي تعمره وفق شروط تفرضها(الهابا) المهمشة بعد تفعيلها..

_سن قانون للأحزاب يحدد عددها إلى ادنى الحدود ..فهي اليوم عديمة الفائدة تتأرجح وتترنح بين حزب حاكم يتناحر فيه ورثة عزيز ومن حلت احزابهم الفاشلة وكثيرمن الوصوليون من كل المشارب ومعارضة منبطحة تجاوزها الزمن ..إذن لا بد من إعادة تشكيل الساحة السياسية تبعا لمعايير نفصلها في لقاءات قادمة..
هاتان الاداتان هما أساس التغيير المنشود...

ولكي تجدد السلطة ثقة الشعب فيها عليها أن لا تقبل التهاون في محاكمة عزيز نشدانا لإنهاء عهود السرقة والإفلات من العقوبة ..والله الموفق لما فيه صالح من هو صالح للأمة والوطن.. وإلا فإن الأحوال قد تاتي في تقلباتها بما لا يرجوه لنا أشد الأعداء مقتا لنا.....وسأعود..وأعود

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122