سيِّدِي، فخَامةَ رئيسِ الجمهُورِيةِ، السيِّد محمَّد ولد الشِّيخ الغَزوَانِي:
«...ومَا رَمَيْتَ إذْ رمَيْتَ ولكِنَّ اللَّهَ رَمَى...».
.
.....
بفضل ذي القوة المتين أولا وأخيرًا، أعلنت اليوم الجهة المكلفة بمكافحة وباء الكوفيد19 في بلادنا عن شفاء كل الحالات التي كانت متلبسة بهذا الوباء..
وإننا إذ نمجد بالحمد مستحقَّه لنُسْدِي له الشكر والامتنان على أن وفّقَ سلطتنا، رئيسًا وحكومةً وهيئاتٍ مسؤولةً عن مكافحة هذا الوباء الفتاك، إلَى اعتِمَاد مُقارَبَةٍ استِباقِيةٍ كانَ لها من النجَاعةِ والجَدوَى مَا أثبَتَت التّجرِبةُ المَعيشَةُ سلامتَه وتوفيقَه في صَدّ هذا العدوّ المُبين...
لقَد اسْتجابَ أبنَاءُ الوطَن، كافّة أبناءِ الوَطن، للإرشادَات والتّوجِيهات التي أصدَرتها اللجنَة الوزَاريةُ المكلفة بمُكافحةِ الوبَاءِ اسْتجَابَةً فريدةً وبِـثِقةٍ أكيدَةٍ في اللهِ أولاً وأخيرًا، ثمّ فِي صِدقِ نِياتِ مُسيِّري الشّأن العامّ، بَدءً برئيس الجمهوريةِ وحكومتهِ وانتهاءً بالسّاهرين:
- علَى أمَانِ وسلامةِ المُواطنين من أطِبّاء وممَرّضين وطواقِمَ طبية مساعدة،
- وعلَى أمنِهم من أبناء الجيش الوطني والدركِ والحرس والشرطة وأمن الطرُقِ...
فلَولاَ فضلُ اللهِ علينَا وعلى الناسِ، ولولا صرامةُ الجهات المسؤُولَةِ فِي التطبيقِ الحَرفِيّ للتعلِيماتِ لمَا آتَى شيءٌ من ذلكَ كُـلِّـه أكْلَهُ، ولكُـنَّـا اليومَ ينظُرُ بعضُنا إلى بعضٍ نظر المغشِيِّ عليهِ من الموتِ، ولكنَّ اللهَ سَـلَّـمَ..
...........
لمْ تضَع الحربُ الضروسُ على الفيرُوس أوزَارهَا، ولم يكتَمل النّصرُ، ولنْ يكتمِل ما دامَ أشِقٌاؤنَا وذوُونَا في السنگال ومالِي والجزَائر والمغرب محجُورين، محصورين بسبب استشراء انتشار الوباء في بلدانهم، ومادامَت حدُودُنا مَمرًّا آمِنًا لا يَخافُ مُجتازُوه دَركًا ولا يخشَون.
............
إنّ نشوةَ الانتصار علَى الكُوفيد 19، والاحتِفاءَ بالتغلُّب عليه لا ينبغي أن تَحملَنا على اتِّخَاذ إجرَاءات متسرّعةٍ قد تكونُ نتائجها عكسيةً وعُقباهَا وخِيمَةً...
فمَا لم تَـملأ الدّولةُ حدُودَنا، من كلِّ أقطارِها، حرَسًا شَديدًا وشُهُبًا لاَ ينبغِي الإقدامُ على قرار فتح الطرق وتسهيل الحركة بين الولايات البَتَّةَ..
فلمَاذا يُطالبُ الناسُ، بعض الناسِ، الدولة بالتعجيل بفتح المجال البري الوطني، وكأنَّ الأمرَ حُسمَ والمعركةَ انتهت، هيهاتَ..هيْهَات!!!.
...........
يعيشُ المواطنون ظروفَ حجر وحظر غايةً في الصعوبة على المستويات كلها: الديني، التربوي، الاجتماعي، الاقتصادي، والسياسي..ولكنّ في العجلةِ النّدامةَ وفي التأنّي السلامة، فلا نودُّ أن تُضيَّقَ على الناس معَايشُهم، ولكنّ فتحَ الحركة بين الولايات، ورفعَ حظر التجول أو تخفيفَه أمرٌ سابقٌ لأوانِه...
.............
ولْيَقرّ في خلدِ كل واحدٍ منَّا أنّه لا فخامة رئيس الجمهورية، السيِّد محمد ولد الشيخ الغزواني، ولا رئيس الوزراء، المهندس إسماعيل ولد الشيخ سيديا، ولا وزير الصحة، الدكتور نذيرُ ولد حامد، ولا اللجنة الوزارِيةُ، ولا مَن في الأرض جميعًا بِمُغنٍ فتيلاً في صَدّ الهجمةِ الشرسة للفيروسِ لولاَ توفيقُ الله وفضلُه علينا وعلى الناسِ، ولكنَّ أكثرَ النّاس لا يشكُرُون.
.............
سيِّدي رئيس الجمهورية، لكم، بعد شكر القويِّ المَتينِ، الشكرُ والثناء الثمينُ علَى سهركم الشخصي على سلامة البلاد وراحة العباد دونَ كللٍ ولا ملل، والشكر لحكومتكم، حكومةِ الكفاءات بكل وزرائها، دون استثناءٍ، خالصُ تثمين المساعي الموفقَة من الله التي أثمرت ما نحنُ فيه هذا المساء من راحةٍ نفسيةٍ "تذكر" فِي رصيدِ خدمتكم لهذَا الوطَن، و"تشكر"للّه الموفِّق للسَّداد...
.............
وفي هذه السانحة، أذكِّركُمْ، فخامةَ رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، بقوله تعالى: «فَلمْ تَقتُلُوهمْ ولكنَّ اللَّهَ قَتَلهُمْ، وَمَا رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ اللَّهَ رَمَى ولِيُبْلِيَ المُؤمِنِين منْهُ بلاَءً حَسَنًا إنَّ اللّهَ سمِيعٌ عليمٌ».
واللهَ، ذَا القوةِ والحَولِ، نسْألُ أن يُسبِغَ علينَا، شعبًا وحُكومَةً، نِعمَه ظاهرةً وباطِنةً فِي كلاَءةٍ منهُ وسترٍ جَميل...
آمِــينْ..