إنّ نُـعـمى وإنَّ أُمَّ الـبـنينا -- لـفَـتاتانِ حـلـيَتا الـظـاعنينا
إنّ أُمّ البينَ تُنسيكَ نُغمى -- ولَـنُعمى تُنسيكَ أُمَّ البَنـينا
++++++
حَـيٍّ مـن سـاحَةِ الـمُبَيدِع دُورا -- جَـنـبَةَ الـريِّـعِ قــد دَثَــرنَ دُثــورا
قــد أضَــرَّ الـبِـلا بِـهـا غـيـرَ لـوحٍ -- مـــن رُســـومٍ تـخـالُـهُنَّ زَبـــورا
وبَــقـايـا مـــن أرمِـــداتٍ تَـقـيـها -- خـالـداتُ الـصَـفا الـصبا والـدبورا
حـبَّـذا هُــنَّ مــن مـعـاهِدَ لَــولا -- أنّ لــلِــدّهـر عـــثــرَةً وحُــبــورا
فَـقِـفـا وابـكِـيـا وعـــودا وجــودا -- بـمَـصونِ الـدمـوعِ جـوداً مـطورا
وإذا مــا لــم تُـسعِداني فـعوجا --- إنّ غــدراً أن تـمـنَعاني الـمُرورا
إنّ عــنـدي لـهـا إذا لــم تُـعـينا -- مــقـولاً مُـسـعِـداً وجَـفـنـاً دَرورا
وفُــؤاداً عـلـى صــروفِ الـلَيالي -- وانـصِـرامِ الـصِـبا لِـجُـملٍ ذكــورا
إنَّ جُــمـلاً مــتـى تُـلِـمَّ بِـجُـملٍ -- تَــلـقَ جـيـدانـةً عَــروبـاً ذَعــورا
أوحَـشَ الـنيشُ بعدَ أترابِ جُملٍ -- ولــقَــد كــــان آهِـــلاً مـعـمـورا
فإلىَ الرَقمَتَينِ من مُنحنى المَو -- جِ بـحَـيثُ الـصـفا يَـرى الـتَيهورا
فـالـدِيارُ الـتّـي بِـجَـنبِ قُـدَيـسٍ -- عـــادَ مـعـمورَ خـيـفِها مـهـجورا
فـلَـنـا فـــي لـــواهُ أيّـــامُ عـيـدٍ -- عـزَّ مـن قـد بَـدا بـهِنَّ الـحُضورا
حـينَ إذ جُـملُ مـنكَ غـيرُ بـعيدٍ --- لا يُـعـنّـيـكَ أن تَــــرى أو تَـــزورا
حـيـنَ إذ هِــيَّ بـالـبَناتِ تـلَهّى -- يـــا لَــهـا شــادِنـاً أغَــنَّ نـفـورا
وإذا رَيــــتَ ثـــمَّ ريـــتَ نـعـيـماً -- طــابَ مــا شـئـتَ لَــذَّةً وحُـبورا
قــد قَـضَـينا بــهِ نُــذورَ الـتصابي --- وتـغـبَّـرت مــنـهُ فــيـهِ الـخُـمورا
وتَـمَـتَّـعتُ مـــن جَــنـاهُ ولــكِـن -- مـــا مَــتـاعُ الـحَـيـاةِ إلّا غُـــرورا
دَرَّ دَرُّ الـشَبابِ مـن خِدنِ صِدقٍ -- غـيرَ أنّـي ظَـنَنتُ أن لَـن يـحورا
إنَّ فـي الـقَلبِ مـن صِـباهُ عُلالا -- تٍ أتـى الـشَيبُ دونَـها والنُذورا
لَـيتَ عصرَ الشبابِ عادَ لنَقضي -- مــن لُـبـاناتِنا ونَـشفي الـصدورا
المصدر: مركز محمد بن الطلبة للدراسات والبحوث