بدأ النضال ضد العبودية سلميا وصبر عليه خوفا على بلاده من الحروب الأهلية والضياع. لم يغريه الوصول للسلطة بالسلاح ولا بعنف الشارع. كان وطنيا حتى النخاع.
.لم يتعامل مع لوبيات اليهود الغربية ولا الشرقية عندما حاولت أن تركب نضاله من أجل تحقيق مآرب خبيثة لشرذمة البلاد وتمزيقها، بل رفض كل تدخل للأجنبي في نضاله ضد الظلم الذي بينه وبين أبناء وطنه حتى لا يدخل الشيطان بين الأخ وأخيه فينزغ بينهما.
يحب جميع مكونات شعبه ويقف منهم نفس المسافة. رفض النضال العنيف ورفض الربيع العربي وويلاته وآثر عنه الحوار والشراكة البناءة حتى يتسنى تغيير الظلم تدريجيا بما يصون ويضمن سلامة وأمن شعبه الضعيف.
تعرض الرجل للكثير من الإنتقاد والتخوين واتهم بالمتاجرة وبالولاء للنظام على حساب المبادء والنضال. ظلم الرجل كثيرا، تطاول البعض على نضاله وجحد البعض مواقفه الشجاعة وما حققته تضحياته. نسي أولئك أنه كان أشجع من تصدى لنظام معاوية ولد سيد أحمد الطايع حين كان من يتطاولون عليه اليوم خاضعين مطأطئين الروس منخرطين في صفوف الحزب الجمهوري يتنافسون على مبادرات دعم الاستعباد والدكتاتورية الدموية حينها؟ أنسي هؤلاء شجاعته لما وقف في وجه الإنقلاب الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ ديمقراطيتنا حين دعمه البعض واعتبره حركة تصحيحية؟
أنسي هؤلاء أنهم تعلموا النضال على يد هذا الرجل وتخرجوا من مدرسته النضالية قبل أن يبدلوا تبديلا؟
لن ينصفك من لا يرضون لأمثالك الشموخ حسدا منهم ولكن أبناء وطنك الأبرار النزيهين الذين لا تأخذهم في قول الحق لومة لائم سيوفونك تقدير نضالك السلمي المعتدل البعيد عن التطرف العنصري والغلو، وسيكون لموقفك من المترشحين للرئاسة بوصلة يهتدون بها لاختيار الأفضل لتسيير المرحلة القادمة.
أيام قلائل وتشتعلةالمنافسة على الرئاسة، يحتدم الصراع على خلافة الرئيس محمد ولد عبد العزيز بعد انقضاء مأموريته الثانية . سيدفع كل مرشح بالغالي والنفيس لكسب دعم الناخبين له وانتخابه رئيسا للبلاد.
وبما أن السن القانوني لم تعد تسمح للزعيم بالترشح للرئاسة ولا نرتضي أخلاقيا أن يكون ترشحنا مزكا من عمد ومستشارين زورت تزكياتهم ليجدوا أسماءهم على لوائح تزكيتنا من غير علم ولا موافقة منهم على ترشيحنا، فإن الخيار المرحلي هو دعم أحد المرشحين الجادين لا الذين زكى ترشيحهم محمد ولد عبد العزيز وهم يتظاهرون بعكس ذلك. فبما قيل أن السياسة فن الممكن، فلا ممكن مرحليا إلا دعم من سيحمل خطابنا ومشروعنا الوطني ويسعى لإصلاح ما فسد. فمع هذا نخوض النزال ونواصل مرحليا عطائنا ونضالنا وتضحيتنا لإحلال العدل والمساواة والإزدهار.
لا ريب أن المرشح الذي ينجح في كسب تأييد الزعيم مسعود ولد بلخير له سيكون الأوفر حظا. ذلك أن دعم الزعيم مسعود يضفي شرعية ومصداقية ويجعل الناخبين يقنعون أن هذا الخيار هو الخيار الوطني الذي من خلاله تعبر موريتانيا بر الأمان.