هلل البعض لتوقيع مذكرة تفاهم بين الكويت وموريتانيا، وكأن الديون ألغيت، بينما الأمر لا يتعلق بشطب أو إلغاء تلك الديون، وإنما يتعلق فقط بمذكرة تفاهم حولها.
.أحدهم يقول إن ديوننا الحالية للكويت في معظمها كان قد أخذها نظام المختار ولد داداه.
اتخذ المختار ولد داه ثلاثة قرارات مهمة خلال رئاسته:
تأميم ميفارما، وإنشاء الأوقية، وشق طريق الأمل.
ساهمت دول عربية خليجية في دعم هذه القرارات كالسعودية والإمارات والكويت. وكان لزعماء هذه الدول زيارات متقاربة في توقيتها للمنتبذ القصي كالملك فيصل والشيخ زايد بن سلطان والشيخ صباح السالم الصباح.
ساهم الصندوق السعودي للتنمية في تمويل الجزء الرابط بين كيفة والنعمة من طريق الأمل بأكثر من 250 مليون ريال سعودي، وقدم الشيخ زايد 40 مليون درهم إماراتي لتمويل هذا الجزء المهم من الطريق.
يقول الإداري والوزير السابق حسني ولد ديدي في مذكراته "35 سنة من الخدمة العمومية" ، بعض الذكريات:
"كان الأوربيون مستعدين لتمويل المشروع بشرط أن يمر الطريق من جنوب البلاد، وبالنسبة للرئيس المختار فإن هذه المنطقة قد تم فك العزلة عنها من قبل وسوف تنال نصيبا من الطرق فيما بعد مع أن هذه المنطقة هي التي تربطنا بجوارنا الحيوي الخارجي وكانت علاقاتنا مع السنيغال وقتها ممتازة جدا.
وحسب الرئيس فإن قضية المقطع "تود" طور المخاض وتوجد ثقة في إمكانية بأن عدم التوافق حول طريق الحدود يؤدي إلى عدم فاعليته.
بعث الرئيس المختار إلى الدول العربية التي ردت بإيجابية من أجل تمويل الطريق.
وبدأت هذه الدول في تعبئة تمويل بناء الطريق بسرعة فبدأ تعبيد 150 كلم بين نواكشوط وبتلميت ومن بوتلميت الى كيفه 450 كلم".
ومع تأميم شركة "ميفيرما" وتحويلها إلى الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم"، قدمت الكويت قرضا بلغ 44 مليون دولار، وبنسبة فائدة تبلغ 13%، بتاريخ 14 مايو 1974.
وقدمت قرض تمويل للمشاركة في رأس مال "ساميا"، وصلت قيمته 4.5 مليون دولار بفائدة 2.5%، بتاريخ: 06 ديسمبر 1977.
وضمن دعم وإنشاء العملة قدمت الكويت قروضا لضمان الاوقية ضمّنت شروط منحها فوائد مرتبة علي عدم السداد.
ومع إنشاء الأوقية منحت الكويت البنك المركزي الموريتاني 3 ودائع، في السنوات 1973 و1977 و1978 بقيمة 36.89 مليون دولار، بفائدة نسبتها 6%.
وقد علقت موريتانيا دفع الفوائد على الودائع خلال حرب الخليج عام 1990، ومنذ هذا التاريخ، فإن الودائع صنفت كدين سلبي.
ذهب المختار ولد داداه عن السلطة وقد ترك طريقا يربط بين أجزاء الوطن،
وترك عملة قوية يتداولها الناس وتحرر البلد من هيمنة الفرنك الإفريقي والتبعية لفرنسا.
وترك شركة تستغل ثروات الوطن أممها لتكون وطنية بعدما كانت نهبا لفرنسا.
وترك ملاحظة تؤثر عنه وهي:
أهل دولة الكويت الشقيقة متعدلين ويعطو القروض السخية في الوقت المناسب يغير الين تلحگ الآجال يالتهم يخلصو"
بطريقة أوضح: إسلفو يغير حامِي دَينهم"
ووصفهم الملك الحسن الثاني بالبخل إبان حرب الخليج
وتلك كان أزمة الكويت مع صدام فما إن انتهت الحرب العراقية الإيرانية حتى حملت "كرنة الدين" لتطالب صدام بالسداد.
وفي موريتانيا أدى عدم دفع موريتانيا لحصص القرض لرفع الكويت الفائدة بنسبة 13%، وبشكل منهجي، لتتراكم الديون خلال العقود الأربعة الماضية.
كان على من أتى بعد المختار أن يحافظ على المكاسب ويتحمل العبء كما تمتع بالفوائد.
أخذ المختار ولد داداه الدين وترك أوجه صرف لذلك الدين واضحة للعيان.
جاء العسكر بعده وحين فَتَّشُوا خزائن الرئيس وحساباته وسجلاته ما وجدوا إلا 300 ألف أو تنقص بعد ربع قرن من تسيير البلد ، وكان رحمه الله يودع جميع الهدايا التي أهديت له بشكل شخصي في الخزينة العامة ويقول: " لو لم أكن رئيسا لما وصلتني هذه الهدايا ".
أما في عهد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، فإن أرقام الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي الكويتي توضح أنه في الفترة ما بين 12 مارس 2008 وإبريل 2017، اقترضت موريتانيا من الكويت ما مجموعه 80 مليار و900 مليون أوقية.
فماذا فعل عزيز بما يناهز 81 مليارا التي تحملها من حر مال الكويت خلال السنوات التسع من عشره العجاف؟!
وهل سيتحمل الوگاف المقبل أصولها وفوائدها؟
وهل سيصيح الوگاف مدعيا أنه ذو عسرة، طالبا نظرة إلى ميسرة
مضيفا: وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون"
كامل الود