(إيجاز صحفي) - يواصل بيت الشعر - نواكشوط إحياء شهر رمضان المبارك إبداعيا، وذلك على طريقة الموريتانيين في إحياء الشهر الفضيل عبر مدح الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وتناول كبريات القضايا التي تلامس الوجدان المسلم والعربي والإنساني.
.
ونظم البيت ليلة البارحة (الجمعة 23 رمضان 1439 هـ) أمسية شعرية وسط حضور كبير تقدمه شعراء بارزون وأساتذة جامعيون.
ونوه الأستاذ الدكتور عبد السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط إلى أن إحياء البيت لهذه الليلة الجمعة بالشعر هو قربة إلى الله، مذكرا بأن الشعر هو الفن الذي كان ينشد على مسامع الرسول صلى اله عليه وسلم، وتحدث ولد السيد عن علاقة كبار الصحابة بالشعر والشعراء، موردا قصصا شهيرة في هذا الإطار، من بينها قصة ابن العباس رضي الله عنه والشاعر عمر ابن أبي ربيعة، وما كان أيضا من إنشاد للشعر بمختلف مضامينه في الأماكن المقدسة، باعتبار الشعر فن تعبير راقيا؛ إبداعيًا، وساميا؛ إنسانيا.
هذا، واستمع الحضور بعد ذلك إلى ضيف الأمسية الشاعر محمد عبد الله بلبلاه، الذي قرأ مجموعة من قصائده مثلت نماذج من تجربته الشعرية في عمود الشعر وقصيدة التفعيلة.
وولد بلبلاه أستاذ الفيزياء بجامعة نواكشوط العصرية، ويعمل في مختبر تحليل الطيف الذري والجزئي وتطبيقاته بتونس، وهو عضو اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، وشارك في عدة تظاهرات بينها ملتقى الشارقة للشعراء الشباب بنواكشوط 2012.
في البدء؛ وجه الشاعر تحيته للشارقة على المبادرة الرائدة بافتتاح بيوت للشعر العربي، كما توجه بتشكراته لبيت الشعر - نواكشوط الذي قال إنه أخرجه من عزلته "إذ لست معروفا كشاعر منابر"، وفق تعبيره.
وقرأ ولد بلبلاه قصائده "في مدح طه"، و"في ذكرى أحمد"، و"حلم"، و"عادت"، و"محكمة"، و"أطاردها"، و"خاطرة"، و"الشاعر الكبير"، وغيرها.
وبدأ بأبيات مرتجلة تحية لبيت شعر نواكشوط، قال فيها:
تحية سامقة فائقهْ
ألسنةُ الشعر بها ناطقهْ
طافت ببيت الشعر لما بدت
نجومه الثاقبة الطارقهْ
شكرا لبيت الشعر شكرا له
مبلغا إمارة الشارقهْ
بعد ذلك قرأ قصيدته "في مدح طه"، التي يقول فيها:
في مدح طه تحسن الأشعارُ
فهو الرسول الخاتم المختارُ
إني لحب المصطفى لمتيم
والشعر في أمداحه مدار.
كما قرأ مديحيته "حبي له"، التي يقول فيها:
حبي له وله هذا الفؤاد فقطْ
ولا أرى حبه يا عاذلين غلطْ
بل العدالة في حب النبيّ وفي
صدق اتباع له وغير ذاك شططْ
وأحرفي تتغنى نحوه طربا
ليست على نورها محتاجة لنقطْ
ومنهجي في اتباع المصطفى أبدا
وحبه وكفاني منهجا ونمطْ.
كما قرأ قصيدته "يا بحر"، التي يقول فيها:
يا بحر لا تقوى على إغراقي
وأنا خفيف الوزن كالأوراق
يا بحر لا تكفيك أن قصيدة..
حتى تعبّر عن مدى أشواقي
يا بحر قد أنصفتني وعلاقتي
وسمعت ما أحكي على الإطلاق
فانصت وكن متفهما همي أنا
هم المتيم في الهوى المشتاق
أهوى رسول الله من هو رحمة
ومتمم لمكارم الأخلاق.
كما أنشد من قصيدته "حلم":
حلم أراه مكبّل الحركات
أم هُــو تباشير بفجر آت
أنىّ اتجهت أرى ظلال صبابتي
طيفا يزور على مدى أنات
طيفا يعلمني القصيدة والهوى
فأروح أنشد في الهوى أبياتي
والحب يعرفني ويعرف أنني
قد جئته ببضاعة مزجاة.
كما قرأ من قصيدته "أطردها":
أطاردها.... ولا أعثر
وأنساها ولا أقدر
ولولا الشوق لم أكتب
ولم أحلم ولم أذكر
وأصبر عن تلاقيها
وفي فكريّ لا أصبر
وفي نوميّ ألقاها
يمر الليل لم أشعر
وفي حبي لها كفل
تدلِّلـه فلا أكبر
أقول لها ويحكيها
وإن قلت أنا أفتر
ويسعدني إذا قالت
أحبك عندها أسكر
واشعر وقتها أني
ملكت الكون أو أكثر.