الحقبة القطرية

2013-04-09 19:31:00

قبل قليل، انتهيت من مشاهدة لقطات على اليوتيب للحظات عن مقتل الشيخ العلامة شيخ بلاد الشام محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله.. تذكرت فورا ما دأبت قناة الجزيرة القطرية على بثه محرضة بالقتل والتدمير والتخريب في البلاد السورية.

.

ووصل الأمر أنها أعلنت حربا مباشرة بلسان شيخ على شاشتها كنا نكن له الاحترام والتوقير.. ليعلن فتواه الغريبة بقتل كل من يقف مع النظام السوري وخص بالتحريض الشيخ البوطي حيث رفع عنه غطاء العلم والرشد، كما أفتى من قبل بإعدام معمر القذافي..

وفي المشهد العجيب، نرى أصابع قطر في كل مصيبة تلحق بالأمة، فبعد أن أنشئت قناة الجزيرة بالشراكة مع جهات معروفة الانتماء والولاء وجذبت الطاقات الصحفية العربية من  كتاب ونقاد مشهورين أو مغمورين، وبتغطية مالية جبارة، وأصبحت قناة الجزيرة في كل بيت، حان الوقت لتبدأ العملية الثانية من الفتنة العسكرية والسياسية في البلدان العربية إنفاذا لمخطط وضعه خبراء "السي اي ايه" ومفكرون يهود واستراتيجيون أمريكان.. نجدها في الانقسام الفلسطيني وتغذيته ونراها في قصف طرابلس ومطاردة القذافي وقتله ونراها في تسليح المجموعات المسلحة السورية وتغطيتها بالمال ونراها في عملية تدمير الدولة السورية ونراها في العراق وخرابه.

أجل، إننا نمر بالحقبة القطرية التي تهدد كل بلداننا العربية في استقرارها وأمنها. ولعل الغرور الذي أصاب شيوخها دفعهم لتهديد مباشر لدول عربية بأن الدور قادم عليها، بل وصل الأمر إلى تحدي قطر للاتحاد الروسي.. وأصبحت قطر بما نالته من رضا أمريكي في مقدمة النظام العربي. وها هي تجر مقطورات العرب بما فيها دول كبيرة واستراتيجية نحو الفتن العربية والكوارث العربية.

وتنهج هذه الحقبة أسلوبا مختلفا تماما عن سابقاتها من الحقب.. فلا لون لهذه الحقبة ولا طعم ولا رائحة من إيديولوجيا أو مصالح أو سياسة، إنما هي عملية الاصطياد المنظم لمجموعات الفتنة وتوظيفها في مهمات تفسيخ البلدان. وليس هذا فقط بل الأخطر اصطيادها لما كنا نعتبره من شرفاء الأمة وقياداتها المقاومة من سياسيين ومفكرين وكتاب ومؤرخين تغريهم بالأموال والسفر والفنادق و"الثريا" حتى عاد هناك جيش من الكتاب المرتزقة اليساري منهم والإسلامي.

إننا في مواجهة هذه الحقبة الجنونية المحمومة لا نملك سوى اليقين بأنها إلى زوال عما قريب وإن الله يمدها في طغيانها لتعمه وتلقي بنفسها في المهالك الحتمية، ذلك لأنها فتنة كبيرة تتحرك لإرباك الأمة وقتل استقرارها وتحريف سبيلها وإبعادها عن قضيتها المركزية فلسطين بتشويه معالم القضية وبتحويلها إلى قضية معيشة وإلقاء الفتن في ساحة الفلسطينيين، الأمر الذي يمنع الفلسطينيين من تحرك إيجابي نحو وحدتهم..

الشرفاء والأحرار وأبناء الأمة الأصلاء الذين ينتمون إلى أوطانهم وعقيدتهم وشرف أمتهم لا بد أن يتصدوا لهذه الحقبة بفضح المؤامرة وبكشف المستور منها لتحصين مجتمعاتنا من فتنها السامة.

صالح عوض-الشروق.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122