...سَـتَـتَـثَاءَبـينَ مِلْحاً إلي... يوم الحساب...
مساؤُك قمامة،،،
.
كالمجاري فاغرة الفجوة تبتلعين الناس والحيوان وتتقيئين كالتنين..العقارب والمومسات و البق والبيض الفاسد والحُمُر الهادئة، والوعاظ المخنثين والقطط الجائعة ...
و تصدّرين منتوجات الكذب و النميمة والحسد والكراهية معلبة في أسمال الخوَر والخنوع...
دَعِيَّةٌ أنت..بين المدن..يا هذه المشقوقة العينين شاقولياً كالغولة النُّـفَساء...
ياذات الميادين الدرداء...والحيطان الحمراء كصبغ شفاه البغايا ليلة المزادات العلنية علي الأصباغ منتهية الصلاحية...
أيتها القرية الظالمُ من فيها أهلَها المغفلين المغلفين بأكفان الإملاق يَعَاُفُهُم الـفَـنـاء و هم خارج دروب الحياة...
أيتها الخرقة البالية و القماشة التي وُلدت خرقة... ما أبشع تقاسيم جلدك المتكرش جوعا وشفاهك الصدئة ظمأ إلي الحنان....
.
مدينةَ الأشباح و"المخاليق" الزاحفين في الدجن تخالهم أناسين وهم سعادين... أيتها الشوهاء العوراء ...تنام فيك النواطير فلا عنب ولا ثعالب، فالثعالب لا تأكل الجيف ، والعنبُ أول مظانّ نباته أربعة آلاف كيل في كل الإتجاهات...فَـمِمَّ يَسكر المدمنون الكسالي و من أين جاءوا بنتن مراقدهم القاتـــل...؟
مدينة الأورام ...والمقاييس المختلة ....
...كانت قبلك ...هنا ...هنا...قرية وادعة يتوزعُ أهلها بين دور بيضاء يسكنها ناسٌ يتكلمون بلطف... و يمشون هونا ... والجاهلون قلة: ولكنهم، كلما مروا..... يكررون:سلاماً...سلاماً...سلاما..صحيح أنهم أغلب أوقاتهم يرطنون... يبرطمون بالأجنبية لكنهم وادعون.. و"حِلَّةٌ" بيضاء تتخللها خيام سود كالغيد يوم العيد...يعرف سكانها،علي رقة حالهم "كيمياء الضحك" ويملكون إكسير"الحياة" و تجري في أيديهم"حكمة التكثير" لذا كنت ترينهم يأكلون ويشربون"مستوري الحال" ويتغازلون الصوف في "تويزة" واحدة ويقرأون الشعر و يتقنون الإعراب و به يتغزلون، و"البركة " تتنزل كل مساء بين الخيام ومعها..."ميكائيل"لا ينسي أحداً ...أبداً ....أبداً....
هكذا كانوا ، ياتيهم رزقهم رغداً..إلي أن "بغى" "الباغى" مع "البغِي" فزمجر البحر... وكان ...يشهد بعينه السفاح، فتعالت أعمدة أرجفت فوقها السماء الدنيا أعمدة... وأرزم الرعد فكان مابين السماء و الرمل موج من فوقه ظلل من تحته عواصف و زوابع و موج.. فَهَدَّ و رَجَّ وماجَ و هجَّ، وبعد الأهوال التي لا يؤذن في سردها إلا للعنكبوت الساكن في ركن من أركان مقام "الشريف الأجل سيدي يحي ب"تن بكتو" ولا يصل صوته إلا من فتحة في "درب بيت الصالحين" في قديمة ولاته..غيض الماء ...واستوت علي الكثيب المهيل - الجبل الأشيب المسكون بالعفاريت... و"رَقَّبَ" نوءٌ نيلي الزرقة.. وَقَفَ منه كالغمامة الثلجية "شيءٌ "يسيلُ من أثر قدميه زمزم الزلال لذة للشاربين:قيل ما هذا بشر إن هذا إلا ذو نبإ عظيم...فنادت "عجوز الوقار" بصوت أَصْوَتَ مُلّئ منهُ العُراةُ الملحيونَ رهبةً..قالتْ:إنه "الشاب الشاطر"،فوجم الناس وكانوا عُراة حُفاة، يسترُ أدبارهم الملح المتكلس بعد الواقعة...فما زاد على أن اتجه إلي القبلة وصلي ركعتين ..بَسَطَ نطعَه علي الماء فغاب في اللجج وفوقه تشكيلات بيضاء من النوارس و اللقالق والنحام و حجلة واحدة.. تتلو من قصص الأولين...ومع غروب الشمس كان نورُهُ يعوضُها سبعَ ليال وثمانية أيام ...
ومن يومها ....وأنتم في الشوهاء التعيسة تختنقون وتختلفون ...
يُسَلَّطُ عليكم ولا تُسلطون ... تتجاورون ولا تتزاورون ... تنفقون مما لا تملكون...تتعلمون ولكن لا تعلمون...
تأكلون "التراب" وتكرهون"التراث" وتحبون المال حُبَّكُم سباخَ التراب...
وشارب الملح لا يشبع ولا يرتوي...
ملح وتراب..بق وذباب..قتل وسباب...إلي يوم الحساب.....