"بدال" لايكتب بقلم طبيعي ولابحبر طبيعي ولابلوحة مفاتيح طبيعية الرجل يكتب بشيئ ما حروفه تأتى صادقة بيضاء مغتسلة بفكره الصقيل ومبادئه السماوية التى ربطته بالسماء طهرا ونقاء ورفعته عن المستنقعات الآسنة على هذه الأرض البوار
قزحياته الخالدة كانت فتحا ابداعيا وملحمته عن العبد وسلاسله كانت ولادة كفاح صادق فى سبيل الحرية قبل ان يفهم الكفاح على انه يافطات وعنتريات واسواق اسبوعية وقبل ان يكتشف العبيد ان سلاسل دعاة حريتهم كانت اكثر ايلاما ودموية من تلك التى كانوا مقيدين بها ذات تاريخ بغيض من طرف ملاكهم
فى كل مرة عندما أقرأ له أكتشف أنه يحيل النثر سحرا شعرا ويلبس الشعر الجميل رداء النثر الأنيق فتظاهر كلماته بين رداءي خزامى الشعر وعنبر النثر لتتألق تحت شمس الحقيقة خيالات مجنحة إن شئتها لشاعر ناثر أوناثر شاعريسحرك لتستحيل بين سطوره شيئا مكورا يلتهم الاحرف بنهم الجائع واندفاع المحارب الذى لا يعرف القهقرى
"بدال" شخص استثنائي منذعرفناه لا يجامل لا يهادن لايبيع كلماته ولايقترب من المستنقعات الواطئة ابدا لا إعلاميا ولاحقوقيا ولاسياسيا يطارد شمس الحقيقة فإذا غربت قال لا أحب الآفلين وانطلق يبحث عن شمس حقيقة لاتغيب
تاريخه ناصع البياض لم يخن أحدا لم يبع شخصا ولاحركة ولافكرا
زاهد فى الدنيا لا تغريه قياب القصور ولا"كباب" الفنادق
هو حيث هو يقف شامخا صامدا
اختار الفقر لأن للمال طريقا تترفع عنه نفسه المجيدة
توارى عن الصحافة عندما رأى البغاث يستبيح تاجها ويعريها ويتبول على جلالتها
عشق النضال والوطن والانسان والشرف فكان عملة نادرة كورق أهل الكهف لاقبل ل"دقيانوسات" البلاد المتعاقبين بها
إنه كاتب تقرأ له للمرة الأولى ثم العاشرة لتكتشف أنه عليك أن تقرأ له مرات أخرى تبتلا بالحرف الصقيل وهياما بلغة مقدسة كأنها زيتونة لاشرقية ولاغربية
ولا أرى إلا أن نزار قبانى تحدث على لسان "بدال" ذات تاريخ شعري جميل:
"أنا لا أعرف ازدواجية الفكر
فقلبى بحيرة زرقاء"
أنا حريتى فإن سلبوها
تسقط الأرض كلها والسماء"
"لبلادى شعرى ولست أبالى
رفضته أم باركته السماء"
عن صفحة الكاتب والمدون حبيب الله ولد احمد