المكانة والثقة كسب يناله الأفراد المتميزون بصفات وقدرات ذهنية وأخلاقية واجتماعية واقتصادية في أي مجتمع، وغالبا ما يحاول المختصون في علم النفس والسياسية والاجتماع تفسير وفهم تلك المميزات من خلال دراسة الشخصيات ذات المكانة المثيرة في أذهان الجمهور كالشخصيات الدينية والسياسية؛
.وبلادنا تكاد تنعدم فيها مثل هذه الدراسات مع أهميتها في عصرنا اليوم الذي يعاني فيه الفرد من عجز في إدراك الحقيقة.
لقد أثيرت في ذهني هذه الملاحظات عندما رأيت عدد الزائرين لعيادة السيد الرشيد ولد صالح في مستشفى زائد، ولم يكن من المفاجئ أن أجد عنده عددا كبيرا من أقاربه وأبناء قبيلته وجهته لمكانته الاجتماعية ولا حتى من المسؤولين الكبار وأهل السياسية الذين عرفوه عن قرب، ولكن المفاجأة كانت بذلك الجمهور الكبير من كافة ألوان الطيف السياسي ومن القبائل والشرائح داعين ومستهلين الله له بالشفاء العاجل.
أحد الأشخاص ممن تفاجأ مثلي بكثرة الزوار سألني عن سر هذه الثقة وهذه المكانة، فالرجل، اليوم، ليس من أهل المال حتى يطمع الناس في عطائه ولا هو من أهل التسلط والسلطان حتى يخشون بطشه؟... وحتى لا أتهم استطلعت آراء بعض هؤلاء الزوار... فوجدت أن من بينهم من لا يعرفونه عن قرب وإنما زاروه مرة أو اشتركوا معه عملا أو اجتماعا أو سمعوا له خطابا... فأجمعوا على أن طلاقة الوجه والتواضع والوضوح والصدق والنزاهة والكرم والوطنية والاستقامة هي من ضمن الذخائر التي استطاع أن يحتل بها قلوب الكثير من الناس.
فسألني بعد ذلك عن تعامل رئاسة الجمهورية مع حالته الصحية، فأخبرته بأن ما سمعت لم يكن على مستوى شخصيته. لأنهم لم يبادروا بنقله إلى الخارج ولم يتولوا مصاريف علاجه في المغرب. فأجابني قائلا: ألا يرى رئيس الجمهورية في هذا الرجل نفس الصفات التي يراها هذا الجمهور، ويشعر بمشاعرهم، فيضع ثقته حيث يضعون ثقتهم؟ فكان من ردي بأن التقصير قد لا يحسب على رئيس الجمهورية وإنما على الوزير الأول الذي أعطيت له التعليمات بأن يعمل المناسب إلا أنه اختار غير ذلك.
فدعواتنا له بالشفاء العاجل.
الدد ولد أحمد جدو