من المعروف أن حركات الإسلام السياسي خصوصا "حركة الإخوان"تشتغل في المجال الإجتماعي الأهلي والعمل الخدمي التطوعي كنوع من الوصولية السياسية وشراء الذمم .. ولهم الفضل والسبق في مجال تدجين الناخبين وفتح سوق الضمائر واغتيال الإرادة الحرة للمواطن وتغييب رأيه بسبب الإكراهات التي تمارس عليه .
.هنا تعاقب الكثير من الحركات السياسية من بداية عمر الدولة الوطنية ، مر من هنا الكادحون بكل زخمهم وفعلهم ولم تتحول السياسة لسوق، ظلت ساحة نضال وساحة قناعات وعمل جاد ، ومرت من هنا الحركات القومية بكل الوانها وظلت الساحة ساحة نضال وتحدي وقناعات وصدق مع الناس .. وحتى السنوات العسكرية والتشكلات السياسية المدنية التي بنى العسكريون ظلت دائما تمارس عملها السياسي بعيدا عن أي إغراءات مادية نفعية . لكن المجال تغير من يوم وصول حركات الإسلام السياسي خصوصا الاخوان ، حيث دخل الناس في مرحلة جديدة من العمل السياسي والتمويلات الضخمة والتغذيات المجانية والتوزيعات الدورية للأفرشة القطرية والتركية ..
وتحول المجال السياسي المحلي بفضل الإخوان ولاحقا حزبهم تواصل لسوق وتجارة يباع فيها كل شيء الصوت والضمير والبطاقة والقناعة وحتى الإنتماء .. هذا فضل يذكر للإخوان ولتواصل وعليه يستحقون الشكر . اليوم حين وعت بعض الفصائل السياسية الأخرى لهذه الثقافة وبدأت تحاول الدخول للعمل الإجتماعي التطوعي ومساعدة الناس جن جنون التواصليين فهذا لعب في الحديقة الخلفية لتواصل وغير مسموح به ابدا ومن يشتغل فيه لايمارس السياسة بقدر ما يشوش على مشروع ديني فاضل يريده التواصليون لأهل موريتانيا .
يجب ان تتضح الأمور لاتوجد يوتوبيا جاهزة في مشروع تواصل ولايوجد صحابة على دكة الإحتياط في تواصل .. هناك سياسيون كما في كل التجربة الإسلامية وهناك محاولة لتصدير نماذج إخوانية ليست مشرقة تماما ، وحين تم التشويش على هذا الأمر بفعل مبادرات أخرى طار عقل الجميع ..لماذا إذا كانت خدمة الناس هدفا نغضب حين يمارسها غيرنا ؟