كنت من بين رؤساء الهيئات الصحفية الذين قابلوا رئيس الجمهورية اليوم، بناء على دعوة من الرئاسة.
.
استهل الرئيس الجلسة التي كان يفترض أن لا تطول كثيرا، بالحديث عن ما سماه علاقات بعض الصحفيين بجهات خارجية وسفارات أجنبية، طالبا من الصحفيين عدم السماح باستغلالهم لأجندات خارجية عن قصد أو غير قصد على حد تعبيره.. ومقدما نماذج من تلك الحالات التي تحدث عنها.
كما انتقد ما سماه حرص بعض الجهات الصحفية على إعادة نشر مواد كتبت عن موريتانيا في الخارج وتفتقد للمصداقية، معطيا أمثلة على ذلك من قبيل تقرير "فوكس نيوز" الأمريكية الذي تحدث عن معسكرات للقاعدة في بلدة معط مولان، وعن قيادة معاوية ولد سيدي احمد الطايع لجماعة بوكو حرام، وتقرير آخر نشر في لندن عن تصدير موريتانيا للتشيع إلى المغرب.. قائلا لما لم تبحثوا عن موضوع التشيع هنا في موريتانيا وتحققوا فيه، بدل اللجوء إلى تقارير نشرت على بعد آلاف الكيلومترات ولا مصداقية لها.
وقد استمر اللقاء ساعتين تقريبا، ليشمل الحديث عن الكثير من مناحي الهم الصحفي، تنظيما وتمهينا وضبطا ، مع تذكير أغلب المتدخلين لرئيس الجمهورية بضرورة عدم الحد من حرية الصحافة.. وأن ما تحتاجه الحرية هو التعزيز والترشيد، وليس الحجب أو التقييد، في حين أكد هو أن الدولة تتطلع إلى أن ينظم الصحفيون أنفسهم وينقون مهنتهم دون أي تدخل منها.
ولأن اللقاء ضم 13 شخصا من مشارب شتى ومستويات متفاوتة، كان من الطبيعي أن تتباين وجهات النظر وأن تختلف المداخلات، بين منساق مع حديث الرئيس أحيانا، ملكي أكثر من الملك، وآخرين لهم وجهات نظر تختلف ويسعون لتوضيحها.. وبين هذا وذاك تنبوا تراشقات من وراء ستار الكلمات وإعادة توجيه لبعض الاتهامات وإن بشكل غير مباشر، وهو أمر متوقع بين من فرقتهم صراعات المهنة الواحدة..
و على العموم تم اللقاء في جو إيجابي طبعته الأريحية، ولم يتخلله تهديد علني، أو وعيد صريح، كما تحدث بعضهم.
ولا أعتقد أن كل من كان في القاعة يمكن أن يستمع لتهديد أو وعيد من قبيل ما نشر دون أن تكون له ردة فعل.. لكن لا أحد هدد ولا أحد توعد.. فالرجل قال بصيغة الطلب "استدعي فيكم روح الوطنية ومراعاة مصالح وسمعة البلد الخارجية" والمتحدثون ردوا "نحن وطنيون أولا وصحفيون ثانيا"..