تداولت مواقع الكترونية اليوم خبرا عن اعلان ولد امخيطير كاتب المقال المسيئ توبته امام المحكمة في اول جلسات محاكمته.غير ان المتأمل في الكلمات التي تطابقت تلك المواقع على نسبتها الى المسيئ يرى أنه لا جديد فيها
.وانها هي نفس ما اعلنه بعد فترة قصيرة من اعتقاله . فهو يؤكد على ثلاثة امور اثنان منهما هما نفسهما ما اعلنه في اول رد منه على تداعيات مقاله وذلك في مغالطة مفضوحة وسفسطة رديئة لا تخفى الا على الاغبياء او المتغابين.والامور الثلاثة منافية لمعنى التوبة عقلا وشرعا وعرفا.
فالامر الاول :انه لم يقصد الاساءة.وهذه سفسطة لا محل لها حيث ان مقاله المشؤوم يبدئ ويعيد في تصريح وتلميح وتاسيس وتاكيد في الاساءة الى مقام النبي صلى الله عليه وسلم بما لايقبل اي تاويل .ولا يمكنه التنصل من مسؤوليته عن الاساءة الواردة في مضامين المقال المشؤوم الا بادعاء زوال عقله او وقوعه تحت الاكراه عند تدوين مقاله وهو ما لم يدعه. واذا كان التصريح بعدم عدل النبي صلى الله عليه وسلم والقول بمحاباته لقرابته ليس اساءة .فماهي الاساءة ؟ وهل حدث انقلاب في دلالات الالفاط العربية ؟ ام ان السفسطة اصبحت رائجة ومقبولة لدينا نحن الشعب الضعيف الذاكرةواعلامنا الضعيف المستوى ؟المامول ان لا تنطلي هذه المغالطة الدنيئة على قضائنا الموقر.
والامر الثاني :ان مقاله أسيئ فهمه وهذه مغالطة اخري ، فمقاله نشرته بعض المواقع برعونة وسوء ادب ناتجين عن رقة دين اصحاب تلك المواقع وأمنهم للعقاب ،وقد اطلع عليه الكثير من القراء الذين يفهمون دلالات الالفاظ والتراكيب العربية .والاساءة في المقال تدل عليها الفاطه بالقصد الاول دلالة مطابقة و تضمن والتزام فهي محصل المقال في اوله ووسطه وءاخره .وليست لازما خارجيا قد يقصده الكاتب وقد لايقصده .فلايمكن ان يفهم من مقاله سوى الاساءة المقتصية لزندقة الكاتب و خبث طويته في أجلى المعاني.
والامر الثالث :أن ولد امخيطيريقول انه لايتصور ان تصدر منه اساءة الى النبي صلى الله عليه وسلم .اي انه محال ان يفعل ذلك .وهذا مرفوض لان ردة الشخض هي امر يجوز عروضه لكل احد سوى المعصومين . فهذا الكلام ظاهر البطلان.
ثم يرتب المسيئ على هذه الامور توبته .وهنا تكمن المغالطة فاذا سلمنا جدلا بأموره الثلاثة (انه لم يقصد الاساءة ،وان مقاله اسيئ فهمه ،وانه يستحيل في حقه ان تصدر منه اساءة الى الجناب النبوي) ، فمم يتوب إذن ؟ وهل تحصيل الحاصل اصبح ممكنا ؟
ان المسبئ يريد خداع الجميع .واذا صح ما نقلته عنه المواقع فهو ما زال مصرا على زندقته وردته الظاهرة ويريد الافلات من العقوبة دون توبة من افكاره الخبيثة.
والمامول من االكل وخاصة المدافعين عن الجناب النبوي ان يفضحوا مغالطات المجرم وان يقفوا بالمرصاد لأي محاولة لافلاته من العقاب.
ومعلوم أن توبة شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم مختلف في رفعها لعقوبة القتل في حقه .وخاصة في المذهب المالكي الذي يقول مشهوره ان الساب يقتل سواء تاب ام لا .لكنه ان تاب يقتل حدا وان لم يتب يقتل كفرا .وان كانت مذاهب اخري تقبل توبته وترى انها تدرأعنه الحد .لكنها تفرض تعزيره تعزيرا يكون رادعا لمن تسول له نفسه اقتراف الفعل الشنيع.
هذا ان كانت توبته صحيحة ،فما بالك ان كانت مجرد مناورة سوفسطائية؟
الدكتور السالك بن محمد موسى كاتب ودبلوماسي موريتاني