تخلد دولة الإمارات العربية المتحدة يوم غد الذكرى الـ43 لعيدها الوطني وهي مناسبة سعيدة ينبغى أن نقف عندها وقفة تأمل واستشراف لندرك حجم وآفاق الإنجازات الضخمة التى حققتها هذه الدولة العربية الصغيرة فى حجمها الكبيرة فى وزنها السياسي وفى إنجازاتها وطموحاتها ومردوديتها على شعبها وأمتها والعالم أجمع عبر مسيرتها التنموية المظفرة؛
.
لا تتسع هذه الإطلالة السريعة لتتبع ما حققته دولة الإمارات من إنجازات اقتصادية ضخمة، بهرت العالم وجعلت من دولة الإمارات مثالا رائدا للتنمية الاقتصادية كما لا تتسع أيضا للحديث عما أنجزته هذه الدولة لأمتيها العربية والإسلامية من إنجازات ومشاريع اقتصادية وصحية واجتماعية وثقافية.. ، ولا لغير هذا وذاك من المشروعات الضخمة والمنشآت التى تتحدث عن نفسها فى مختلف عواصم ومدن الوطن العربي والإسلامي من مشرقه إلى غربه
تسعى هذه الإطلالة لرصدبعض ملامح الإنجازات التى حققتها الإمارات فى مجالات عدة .. كما تستهدف أيضا إطلاع الشعب العربي وخاصة مثقفيه على هذه الإنجازات التى عمدت أغلب وسائل الإعلام فى المنطقة على تغييبها وحجبها تواطؤا مع الجهات المعادية الساعية إلى نشر "الفوضى الخلاقة" لتدمير كل ما هو عربي وإسلامي
ومن أهم هذه الإنجازات نذكر الآتى:
1- الصناعة والعلوم
تمنكت دولة الإمارات من أن تكون أول دولة عربية وإسلامية تنشئ وكالة فضاء حيث أعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات في 16 من شهر يوليو عام 2014 عن إنشاء وكالة الإمارات للفضاء وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر خلال السبع سنوات وتحديدا فى العام 2021 القادمة.
ولم تات هذه الخطوة من فراغ فقد سبقتها إنجازات وابتكارات علمية كبيرة بل جاءت تتويجا للإنجازات الكبيرة إلى حققتها دولة الإمارات في برامج الاتصالات الفضائية وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية وتكنولوجيا صناعة الطيران وغيرها من البرامج الاستراتيجية الضخمة التي نفذها دولة الإمارات في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية وإنتاج الطاقة المتجددة النظيفة التي أهلتها نجاحاتها فيها لان تكون عاصمة إقليمية ودولية للطاقة المتجددة.
وتقدر الاستثمارات التى ترصدها دولة الإمارات للصناعات والمشاريع المرتبطة بتكنولوجيا الفضاء بأكثر من 20 مليار درهم وتشمل أنظمة الياه سات للاتصالات الفضائية وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء، إضافة لشركة الثريا للاتصالات الفضائية المتنقلة التي تغطي ثلثي العالم بجانب منظومة الأقمار الصناعية دبي سات؛
ولقد مثل إطلاق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 29 من شهر ديسمبر عام 2013 من مقر مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنيات المتقدمة في دبي، المراحل التنفيذية لبناء القمر الاصطناعي « خليفة سات » وهو أول قمر يتم بناؤه وتصنيعه بالكامل في دولة الإمارات وبكفاءات إماراتية بنسبة 100 في المائة، وليكون بذلك أول قمر اصطناعي بإنتاج عربي خالص يطلق مرحلة جديدة لدخول المنطقة العربية عصر التصنيع الفضائي والمنافسة في مجال علوم الفضاء وارتيادها.
و أكد بن راشد أن المشروع الجديد « خليفة سات »..هو رسالة لكل العرب بأن لحاقنا بعصر الفضاء ليس بعيداً ولا مستحيلاً، وأن دولتنا ستكون رائدة في هذا المجال ولدينا الثقة والشجاعة للدخول في منافسة الدول الكبرى في هذا الميدان.
2 - المجال الاقتصادي
حازت دولة الإمارات العربية السبق فى مجال استجلاب المستثمارات العالمية بإعلانها لمناطق حيوية من مدينة دبي "مناطق تجارية حرة" الأمر الذى مكنها من منافسة "المناطق التجارية الحرة" فى العالم بشكل جعلها تتفوق وتنمو بسرعة لافتة، مشكلة بذلك نهضة اقتصادية غير مسبوقة فى الشرق الأوسط .
3 - المجال السياسي
أما على الصعيد السياسي فقد كانت الإمارات سباقة إلى رصد منابع الإرهاب والسياسات الخارجية التى تهدد أمن الخليج وباقى الوطن العربي.. فلا زال الكل يتذكر الوقفة الشجاعة التى وقفها ممثل الإمارات الفريق ضاحى خلفا ن فى مؤتمر «الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون الخليجي.. رؤية من الداخل»، المنعقد في البحرين أواسط شهر يناير 2012 ، حيث وجه الفريق انتقادات شديدة اللهجة للسياسة الأميركية في المنطقة، وطالب الأميركيين بأن يكونوا واضحين في سياستهم مع الدول الخليجية، وتسببت هذه الانتقادات في خروج السفير الأميركي في البحرين من المؤتمر. كما وجه خلفان انتقادات حادة لجماعة الإخوان المسلمين وحذر منهم، وقال إنهم لا يقلون خطرا عن الإيرانيين، مبرزا أن هؤلاء الثلاثة (أمريكا، الإخوان، إيران) هم الخطر الحقيقي على أمن الخليج وباقى المنطقة.
كما كانت دولة الإمارات أيضا حازمة وسباقة فى مواجهة الإرهاب وما يزعزع أمن الخليج والأشقاء العرب مهما كلفها ذلك من ثمن ولا أدل على ذلك من دعمها لثورة الشعب المصري فى الــ30 يونيو 2013 التى أنهت نظام الإخوان فى مصر، ودعمها (الإمارات) للخزانة المصرية بعد ذلك فى وجه الضغوط والإملاءات التى تستهدف النيل من سيادة ذلك البلد.
ويندرج فى هذا الإطار قرار الإمارات الأخير تصنيف أزيد من 80 منظمة وجمعية محسوبة على التنظيمات الجهادية والإخوانية كتنظيمات إرهابية ، وهي خطوة ما تزال جميع الدول التى تدعى مكافحة الإرهاب عاجزة عن اتخاذ مثلها لكثير من الأسباب ، أبرزها النفاق السياسي والجبن وازدواجية المعايير.
ويتضح من خلال هذه المقاربة أن الإماراتيين أصحاب مشروع نهضوي مؤسس لإقلاع اقتصادي شامل يجعل من التصنيع والتنمية البشرية والأمن خيارات ومرتكزات وثوابت أساسية لهذا النموذج
محمد عبد الله / أحمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض المعلومات مأخوذة من صحيفة البيان القطربية وقناة العربية