يثير الجدل الذي صاحَبَ بعض النصوص الشعرية للشاعر الفذ محمد ولد الطالب ولد زين العابدين مؤخرًا ، مسألةً أعمق من "الوقائعِ" نفسِها، مسألةٌ تتصل بجوهر الثقافة وحدود الوصاية على الكلمة.
فالشاعر فى بِنيته العميقة، ليس ممثلًا 'لجماعة'!! ، ولا ناطقًا باسم "قبيلة"!!! ، ولا موظفًا لدى الرأي العام، بل ذاتٌ مفكرة تُنتج المعنى من موقع الحرية.
ومعلوم أن الكلام يُحاكم بمنطقه الداخلي، لا بالظنون المحيطة به، وأن القيمةَ تنشأ من القول والدِّلالة، لا من تأويل النيات !
فحين يُختزل النص فى سؤال: "لمن" قيل؟ بدل: "كيف" قيل؟ نكون قد انتقلنا من النقد إلى المصادرة !!، ومن القراءة إلى الاشتباه.
أما محاولة احتكار الشاعر اجتماعيًا أو قبليًا، فهي نكوص ثقافي صريح، فالانتماء فى أفضل حالاته، "سياق هُوِّية"، لا أداةُ ضبط،فالشعر يا هؤلاء فعلٌ فرديٌّ خالص، لا يقوم إلا على استقلال القائل، ولا يثمر إلا إذا تحرر من الإملاء.
محمد علي عبد العزيز.