في المثيلوجيا الشعبية لغز عن مقولة من قالها دخل النار ومن لم يقلها دخل النار.
هذا اللغز اليوم هو الهجرة والمهاجرون في بلادنا، فحين وقعت الحكومة الإعلان المشترك المؤسس للشراكة في مجال الهجرة السرية بين بلادنا والاتحاد الأوربي ثارت ثائرة القوم وقال قائلهم، فتحت علينا أبواب جحيم الهجرة وغلبنا المهاجرون على أمرنا، وباعت حكومتنا الوطن بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين، قبل أن تتبين حقيقة الإعلان المشترك وتنشر بنوده وينقطع دابر جدله ويتلاشى مبرر نقاشه وتهمه، واليوم حين شرعت وزارة الداخلية في ضبط الهجرة والمهاجرين ورحلت المخالفين منهم لشروط الإقامة إلى بلدانهم الأصلية كما هو ديدن سائر دول العالم، وقد انعكس ذلك - فعلا - على أمن الناس وأقواتهم وأعمالهم، قال قائل منهم سنقاضي وزير الداخلية بتهمة ترحيل الأجانب.
ألم تروا أن أهون أخطار الهجرة غير الشرعية - وكثير ماهي - تحطيم تماسك المجتمع وتدمير هويته واستجلاب أنماط وضروب من الجريمة لم نعرفها من قبل، ومزاحمة المواطن في عمله ومسكنه ومأمنه، فضلا عن تنامي شبكات الجريمة العابرة للحدود، وانتشار المخدرات، وتصاعد وتيرة جرائم القتل والحرابة، وتقويض صورة البلاد محليا ودوليا.
فإن كان الوقوف في وجه هذه الكومة من الكوارث والمصائب جريمة يحاكم مرتكبها، فأكرم وأنعم بها من جرائم.