مع الإطلالة الأولى لنسائم أماسي شهر نوفمبر، يبدو أنَّ آهِلِي تفرغ زينة الخَاصرة المخْمليّة للعاصمة لا متسع لديهم، الوقت: من عرق وجهد وركض،أجل الوقت هذه المرة ليس من ذهب وفضة وركُونٍ للدَّعَة كما كانوا يرددون دوما.
بالملعب الأولمبي،يمارس أرباب الترف هرولتهم بشيء من الوقار والتشبث بالحياة.
"المهرول الشمالي " يركض أكثر ليصبح ألطف صحة وأكثر وسامة وأحسن قواماً.
بالمقابل،وعلى الضفة الأخرى من جنوب العاصمة "المهرول الجنوبي" من نسيج آخر يركض ضرورة لا اختياراً يركض بؤساً لا ترفا ،يركض "لِيَنْتَشِلَ" رغيفا ساخنا أو يسطُوَ على شيء ما يقيم به أود أشباحٍ تنتظره .
"المهرول الجنوبي " يركض لا من أجل أن ينضحَ جلده ترفا أو يزيل صفائح الشحوم المتكدسة أو أخطار الكلسترول الدسمة بل يركض ليسد الرمق في آخر جولة له من خطر الجوع اللعين.
المفارقة المؤلمة أن المهرولَيْن"الشمالي" و"الجنوبي" يمارسان نشاطا واحداً أختلفت دواعيه لِتتسعَ الهوة دوماً بين الشمال والجنوب في جغرافيا السياسة والاقتصاد والاجتماع.