هي ابنة الأرض التي لا تخون، والتاريخ الذي لا يُنسى، والدم الذي لم يساوم.
تربّت على مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية وعلى صوت الكرامة لا على همس الخنوع، وعلى وعيٍ لا يعرف المساومة ولا الانكسار.
هي ابنة الشهيد الذي سقط واقفًا، ومضى نقيًّا، لم يُدنّس ثوبه برذيلة، ولم يُحنِ رأسه لطاغية.
ورثت عن أبيها النبل لا الجاه، والشرف لا الامتياز، والإيمان بالناس لا بالواجهات.
هي البنت التي تحمل في قلبها همّ الوطن، وفي وجدانها ذاكرة الشهداء، وفي ملامحها صلابة الصحراء ودفء الجنوب وكرم الشمال.
ظهورها ليس طارئًا، ولا استثناءً... بل امتداد طبيعي لمسيرة من الوفاء للوطن.
وإن غابت يومًا عن المشهد، فذلك لأن من يشبهونها لا يستعجلون الأضواء، بل ينتظرون أن يكون حضورهم خدمة لا مصلحة، واجبًا لا واجهة.
فمن يتساءل: "من هي؟"
نجيبه: هي بنت الجميع، ومشروع الجميع، وصوت من لا صوت له.
هي التي لا تحتاج شهادة من أحد، لأن التاريخ نفسه يشهد لها.
ودم أبيها شاهد.
إبراهيم سيداتي