عين ولد الغزواني على هامش إفطاره الليلة الاستشاري موسى فال منسقا للحوار.
حدد غزواني هذه المرة مهمة المنسق بدقة، وأنه مجرد مستقبل لمقترحات الأطراف، وعائد إليها منه برأي جديد، أي قناة تواصل بين الرئيس والقوى السياسية.
كما حدد المطلوب من الأطراف السياسية في هذه المرحلة، وهو تقديم مقترحاتها حول شكل ومضامين وتنظيم الحوار، وتقديمها للمنسق.
موسى افال استشاري وسياسي تقليدي، يصفه العارفون به برجاحة العقل، لكنه يشبه في نمط تفكيره وطبيعة علاقاته يحي ولد الوقف الذي فشل في أول وآخر حوار سياسي في عهد غزواني، والذي فشل أو أفشل حتى قبل أن ينطلق بسبب عجز ولد الوقف عن إدارته، ولأسباب ثلاثة، يشترك فيها معه موسى افال.
- السبب الأول: عقلية الاستشاري التي تقدم الاقتراح على الاستيعاب، فتميل للقوى التي تقترح أفكارا، ولو كانت لا تمثيل لها في الواقع، على حساب القوى السياسية الوازنة والمؤثرة.
- السبب الثاني: الوثوقية والاعتزاز بالرأي، وهي صفة لا ينجح معها من يفترض فيه الوساطة والتحكيم بين القوى السياسية المتفرقة، والمتشظية.
- السبب الثالث: هو ضعف علاقاته، إن لم نقل سوؤها مع أبرز قوتين معارضتين في البلاد، وقد بدت بوادر ذلك مبكرا ، وهاتان القوتان هما المرشح بيرام الداه اعبيد والداعمين له، والذين يعتبرون موسى فال امتدادا للعقلية المخزنية المحافظة التي يصعب التفاهم معها وهي جزء من المشكل المتراكم منذ عهد ولد الطايع حسب نظرتهم.
أما القوة الثانية التي لا يرتبط معها موسى بعلاقات جيدة، فتتمثل في حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، فلا تعارف يذكر بين إدارته الحالية وموسى فال، في حين تربطه علاقات ممتازة بزعيم الحزب السابق جميل منصور، والراجح أن ذلك لن يكون عنصر جذب عند القيادة الحاليّة.
الخلاصة؛ أن موسي فال سياسي من جيل ولد الطايع، استجدت بعد ذروة نشاطه وحضوره السياسي قوى مؤثرة، وفاعلة في المشهد، وربما ما تزال نظرته لها متأثرة بنظرة نظام ولد الطايع لها، حيث كان ينظر إليها كقوى غير ناضجة، أو متهورة، أو حتى متطرفة، ومن هذا الزاوية قد يؤتى الحوار، وتؤتى إدارته الجديدة.
موسى فال مطالب بتواضع سياسي، وانفتاح على القوى المؤثرة في المشهد، وعدم الارتهان ل"رفاق" لم يعطيهم الشعب في استحقاقين متوالين نفس القيمة التي يحتفظ موسى فال لهم بها.