حتى لا يتمادى الاخوان فى قلب الحقائق..!؟

2014-09-02 09:00:00

نشر أحد المواقع لألكترونية المحسوبة على التيار الإسلامي موضوعا بعنوان "شحن عرقي..هل بدأت ملامح التصفية ." قالت ادارة الموقع ان من أسمتهم أوساط قومية ما بين معارضين وأعوان للداخلية وأحزاب سياسية يشنون ما أسماه الموقع

.

حملة تحريض ضد من أسماها الموقع حركة تحرير الزنوج .والحق أنى لم أتفاجأ أبدا من ادارة هذا الموقع بحكم انتمائه وان كنت استغربت مدى الضحالة والسطحية فى تناول الموضوع .

ينتمى هذا الموقع والقيمون عليه الى مدرسة إعلامية تعودت الكذب وقلب الحقائق وأصبحت تمارسها بشكل تلقائي يثير الشفقة .وكأنها تجد فى كل من يود زعزة الاستقرار والامن فى أى بلد ضالتها المنشودة ،وفى جميع الاحوال أود فى هذا الموضوع ابداء الملاحظات التالية حتى لا يتم التمادى فى قلب الحقائق :

1-ان المثير للاستغراب والاكثر مدعاة للتفسير ليس بيانا سياسيا يوجهه حزب معين الى الرأي العام  مبديا من خلاله وجهة نظره من قضية معينة .وانما الغريب هذا الاحتضان الذي يبدو أنه كان قرارا وليس صدفة من طرف جماعة الاخوان فى موريتانيا لكل ما ترمى اليه هذه الحركة الانفصالية من أهداف لم يعد يخفى على أحد مدى خطورتها على وحدة هذا البلد وتماسكه ،ونحن اذا استثنينا جنوح الاخوان التلقائي الى كل ما من شأنه زعزعة وحدة واستقرار الاوطان ،فبماذا نستطيع أن نفسر احتضانهم وتبنيهم للطرح الانفصالى فى هذا التوقيت بالذات ،الا اذا كان بغرض الاستغلال السيئ لهذه الحركة كاحدى أدوات الهدم التى جربها ويجربها الاخوان دوما بغية زعزعة استقرار البلدان بل وتفكيكها والشواهد واضحة وضوح الشمس ،ثم ما السر وراء اجماع كافة الطيف السياسى على رفض أي دعوة من شأنها أن تمس الحوزة الترابية لهذا الوطن ،ويقبل تواصل هذه الدعوة ويحتضنها بل ويبدأ فى تسخير آلته الاعلامية الهدامة لاجل تخوين كل من دعى الى نبذ الدعوات الانفصالية .

2-قالت ادارة موقع زهرة شنقيط ان من أسمتهم بعض الاحزاب القومية دخلت على الخط داعية الى تصفية جماعة الزنوج ،وأنها ربطت بينها وأمور أخرى بعيدة منها كما قال الموقع كموضوع المقال المسيئ للرسول صلى الله عليه وسلم .

وللتوضيح يتعلق الامر ببيان لحزب الرفاه ما زال موجودا فى المواقع بنصه ،لم يدع من خلاله الى تصفية أي كان ولا ضربه وانما طالب الحزب  بالضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بوحدتنا الوطنية سواء كانوا زنوجا أو اخوانا أو غيرهم ،وأما موضوع المقال المسيئ فقد ذكرالبيان  فقط أن رئيس الحركة اتيام صمبا قال فى معرض رده  على سؤال حول المقال المسيئ ،انه غير معني به ؟وانه يدخل ضمن اطار حرية التعبير.

وهنا نترك للقارئ تقدير الموقف .

3-فى قلب فاضح للحقائق حملت ادارة الموقع القوى القومية مسؤولية البطش بالوحدة الوطنية حينما نثرت ما أسماه الاشواك فى طريق الساعين الى العودة الى حضن الوطن ؟وهنا أقول ان مرحلة الاستخفاف بعقول القراء أصبحت موضة اعلامية قديمة ،بمعنى أن من أسماهم الموقع بالعائدين الى حضن الوطن لم يدعوا هم أنفسهم العودة الى حضن هذا الوطن ولم يعودوا يعترفون به من خلال رفعهم علما غير العلم الوطنى ودعوتهم للانفصال عنه ،فلماذا يكون هؤلاء دعاة وحدة ويكون من انتقد الدعوة الانفصالية هو من يهدد وحدة البلد ؟

4-ان ما ذهب اليه السيد جميل منصور فى اطار تبريره للفعلة وأكده موقعه "زهرة شنقيط" فيما بعدمن مقارنة للحركات القومية فى موريتانيا بحركة افلام الانفصالية ،أمر فاضح وكاذب ومشين فالقوميون الموريتانيون لم يتبنوا يوما دعوة عنصرية ولا جهويةولم يرفعوا يوما علما غير العلم الموريتانى ولم يدعوا أبدا الى انفصال اقليم ولا جهة عن الوطن ،ومن هنا  يكون نعتهم بالعنصرية مجرد محاولة بائسة لخلط الاوراق محليا.

5-هناك سؤال ملح يطرحه الرأي العام و ينبغي لجماعة الاخوان فى مرريتانيا أن تجيب عليه ،هو ماسر احتضان هذه الجماعة وتبنيها لكل دعوة ذات طابع طائفى أو فئوى أو انفصالى ؟فلقد تبني حزب تواصل فى مرحلة ما حركة ايرا وأمدها بقدرته الاعلامية ولمعها وقدمها للرأي العام لدرجة أن قال السيد بيرام ولد اعبيد وأعتقد أنه كان صادقا فى ذلك انهم دفهوه بشكل ما الى حرق الكتب ثم تخلوا عنه فى منتصف الطريق .ومن هنا فانى أحذر قادة حركة افلام الانفصالية بأن لايغتروا بدعم جماعة الاخوان ،فهؤلاء ينوون اشعال فتنة ولا يريدونكم الا وقودا لهذه الفتنة وسيكونون فى النهاية  أول من سيطالب باعدامكم بتهمة الخيانة العظمى .

6-أود فقط أن فى النهاية أن أنبه الى مسألتين اثنتين :الاولى :أن من أسماهم موقع زهرة شنقيط وبغرض الاساءة ،محرضون على حركة تحرير الزنوج من قوميين وأعوان لوزارة الداخلية ،هم فى الحقيقة ليسوا كذلك انما هم كتاب لايجمعهم الا الايمان بهذا الوطن والحرص على وحدته ومن بينهم صفوة من خيرة كتاب حزب تواصل وقدم بعضهم استقالته من تواصل غيرة منه على وحدة الوطن .

وأما الثانية فهي رسالة الى العقلاء  فى القيادة السياسية لحزب الاخوان فى موريتانيا ،عليكم ان تنتبهوا الى خطورة ما تتجه اليه بعض عناصركم الرعناء من تهور وعدم مراعاة ولا تقدير لخطورة ما يتبنونه من مبدء أن الغاية بالنسبة لهم تبرر أي وسيلة .اللهم الا اذا كانت هذه استيراتيجية شاملة تهدف الى الدفع ببلدنا نحو التتفكك والانهيار ،ساعتها تكون الامور أكثر خطورة وجدية ،وان لهذا الوطن حماة لن يتهاونوا فى حمايته ، خاصة عندما يتعلق الامر بتهديده ككيان موحد.

امهادى ولدالناجى

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122