مكتبة العرفان تدشن مقرا جديدا.. وتدخل عالم الرقميات

2014-07-15 12:47:00

 تم الثلاثاء 15 /7/2014 تدشين المقر الجديد لمكتبة العرفان الوقفية،  بموقعها الجديد الواقع قرب مجمع المدارس بالعاصمة نواكشوط.

.


ومن المنتظر أن تبدأ المكتبة في استقبال روادها مباشرة بعد انتهاء مراسيم التدشين، لتمثل إضافة نوعية على الصعيد الثقافي والمعرفي بموريتانيا.
وكان مؤسس المكتبة المرحوم الشيخ احمد محمد عبد العزيز التاشدبيتي، قد قام بوقف المكتبة على طلاب العلم في موريتانيا خلال تسعينات القرن الماضي، عندما قرر تحويل جميع كتبه ومخطوطاته من المدينة المنورة إلى نواكشوط.

وحصلت مكتبة العرفان على الترخيص، بموجب المقرر رقم 226 الصادر عن وزارة الثقافة والتوجيه الاسلامي،  سنة 1994، ، لكن ذلك جاء بعد خمس  سنوات من بدء الاعداد لتشييدها. وظلت المكتبة تزاول نشاطها طيلة ربع قرن من الزمن، فعلى مدار الــ25 سنة الماضية ظلت المكتبة قبلة لطلاب العلم والباحثين من خلال مقرها السابق الواقع في حي سوكجيم قرب المعهد العالي للدراسات والبحوث الاسلامية.

ويأتي تدشين المكتبة بمناسبة انتقالها إلى مقرها الجديد، الواقع قرب مجمع المدارس، وهو الانتقال الذي واكبته عملية التحديث على المستوى اللوجستي للمكتبة، إذ أصبحت تستخدم التقنيات الجديدة في عملية البحث عن عناوين الكتب، كما أصبحت المكتبة تحتوي على صور كاملة لمكتبات موريتانية مخطوطة من أعرق المكتبات على المستوى الوطني بصيغة PDF، وبشكل متاح للراغبين في اغتنائها على المستوى الخصوصي.

 ويشرف الشيخ محمد مولود ولد احمد ولد عبد العزيز، (ابن مؤسس المكتبة) على سير العمل في المكتبة، ويرى أنه من الضروري أن توجد إلى جانب المكتبة عدة مكتبات مشابهة، بل من المهم اغتناء هذا النوع من المكتبات الرقمية على مستوى الابتدائيات والثانوية نظرا لمحدودية تكاليفه، وسرعة الاستفادة منه.
ويقول الشيخ محمد مولود ولد احمد ولد عبد العزيز إن المكتبة تحتوي على كتب من شتى المعارف ومن مختلف التخصصات، مضيفا أنها تمتاز بثنائية الاصالة والمعاصرة، فإلى جانب كتب التفسير والفقه والفكر، توجد عشرات كتب الطب باللغة العربية تم استجلابها من دمشق. ويقول إن الأمر سيكون مهما للطلبة والاساتذة والباحثين الذين يعانون من مشكلة ترجمة المصطلحات الطبية.
المكتبة شيدت بالجهود الخاصة للأسرة، ويعتبر الاستثناء الوحيد هو مدير المكتبة الذي فرغته وزارة التعليم بعد أن كان أستاذا، لكن بقية التكاليف من رواتب العمال وتكاليف الماء والكهرباء تتحملها الاسرة.
ويوجه محمد مولود ولد احمد ولد عبد العزيز التاشدبيتي الطلب الى كل اصحاب القرار في موريتانيا بضرورة الاعتناء بهذا النوع من المشاريع،  وتشييده، ودعمه وتشجيع أصحابه خدمة للعلم ونشر ثقافة القراءة والقيم الدينية والثقافية عموما.

ويعتبر ربط مكتبة العرفان بقاعدة معلوماتية وشبكة داخلية أمرا غير مسبوق في موريتانيا. فهذه المكتبة هي الأولى من نوعها التي تقدم كتبا مصورة على نظام الـ بي دي أف، وهي الأولى التي لم يعد فيها أمين المكتبة بحاجة إلى ذاكرته كي يقدم للقارئ أو الباحث كتابا، فالضغط على اسم الكتاب يكفي كي تجد رقمه التسلسلي ومكانه في الدرج والقاعة، كما أن نظام المعلوماتية كفيل بتحديد الأمكنة الفارغة مما يعني أنه نظام صارم ضد ضياع الكتب. ومعلوم أن مكتبة العرفان اتسمت بالقدرة على حفظ الكتب لأنها هي الأهم.
 
من جهة أخرى، توجد في مكتبة العرفان مئات كتب الطب سواء النظري منها أو التطبيقي، وباللغة العربية، مما سيساعد كثيرا شعبة العربية من طلاب مدرسة الصحة في تحسين معلوماتهم ومراجعتها والاستزادة من تاريخ ونظريات وتطبيقات الطب عندما يردون هذه المكتبة التي كتب فيها بالانكليزية كلمة "رد" مقابل "اقرأ"، فجاءت العبارة الانكليزية لتؤكد المعنى العربي (من خلال فعل الأمر من الورود)، كما جاءت لتعبر عن الانفتاح على الثقافات الأخرى "لأننا نعيش في عهد حوار الحضارات" كما يقول المسؤول الأول عن المكتبة السيد محمد مولود ولد أحمد ولد عبد العزيز.



المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122