نبيل بكاني: "ناس وحكايات" عن التشوهات الخلقية في الجزائر

2017-11-22 01:18:00

“ناس وحكايات” برنامج جديد بثت قناة “الجزائرية وان” حلقته الأولى، وكما جاء في تصريحات المسئولين عنه، والتي وعدوا فيها، بأن تشكل المادة الاعلامية الجديدة اضافة نوعية للشبكة التلفزيونية في الجزائر، حيث سيكون المشاهد أمام برنامج يجد فيه أجوبة لمختلف القضايا التي تؤرق الجزائريين.

. .

فالحلقة الأولى من “ناس وحكايات” الذي يقدمه الاعلامي هشام بوقفة، بعنوان “شكلي مختلف” سلطت الضوء على قضية التشوهات الخلقية التي تعاني منها الكثير من الاسر في الجزائر، والتي ناذرا ما يتم الاهتمام بها اعلاميا بشكل واف، وقد تم طرح عدة تساؤلات، طيلة مدة ساعة من الزمن؛ من قبيل مدى تقبل المجتمع لهؤلاء الأشخاص المختلفين شكلا عن باقي الناس، وما إن كان يسمح لهم بالعمل بشكل طبيعي وببناء مستقبل والزواج وتأسيس أسرة كغيرهم من الجزائريين..

استقبل البرنامج حالات تشوهية، من الصعب جدا على من يحملها أن يقبل الظهور أمام المشاهدين على التلفاز، والتحول الى موضوع للنقاش، قد يجلب الكثير من الشفقة، التي هم ليسوا في حاجة لها، غير أن الضيوف الاربعة تحلوا بقدر كبير من الشجاعة، مكنهم من كشف جوانب في حياة المجتمع لا يتم في الأغلب النظر اليها، لأن العين التي تربت على البحث فقط عن جمالية المظهر الخارجي، دون ان تولي تلك القيمة للب والمضمون، تتأفف أو تتحاشى، في كثير من الأحيان، النظر الى وجوه أرادها القدر أن تكون بتلك الصورة، دون أن تدرك بأن الجمال الحقيقي يكمن في دواخل الانسان، وأن مثل هؤلاء الأشخاص المختلفين في الشكل، في الغالب تكون نفوسهم أكثر جمالا، وأخلاقهم أرقى بكثير من العديد ممن وهبوا حسن المظهر.

من بين الشهادات الأربعة، أثارتني حالة “خير الدين” بشكل أكبر من البقية، حيث أن هذا الشاب البالغ 21 سنة، عانى في طفولته من مشاكل صحية بدأت كلها من خلل نادر جعل جسده غير قادر على النمو، ما أثر على أعضائه الحيوية، كما اضطر لسنوات الى الاختباء في الظل، حيث أن أشعة الشمس كانت تسبب له مضارا لا يمكن لجسده الصغير أن يتحملها، الى درجة جعلت مجرد اللعب مع أقرانه في الخارج يتطلب منه الحرص على البقاء في جنبات الزقاق حيث الظل الذي يعتبر ملاذه الآمن بعيدا عن أشعة الشمس التي لا تتحملها عينيه بسبب توقفهما المبكر عن النمو.

ما يثير في حالة هذا الشاب، أنه ورغم ما يعانيه من تشوه متقدم على مستوى عموم شكل جسده اضافة الى العديد من أعضائه الوظيفية، أنه استطاع أن يكون الأول دائما بين زملائه من التلاميذ، وبالتالي كسر تلك النظرة النمطية وتلك المغالطات التي كرستها ثقافة الشكليات التي سادت لعقود وسط مجتمعاتنا..

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122