حراك مغربي صيني يسفر عن توقيع اتفاقات وعقد لقاءات مثمرة

2017-11-20 08:51:00
وقع المغرب والصين الخميس ببكين، مذكرة تفاهم حول المبادرة الصينية «الحزام والطريق»، التي تستهدف إحياء طريق الحرير القديم وإحداث حزامه التجاري البحري. .
 
ووقع المذكرة عن الجانب الصيني وزير الشؤون الخارجية السيد وانغ يي وعن الجانب المغربي السيد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، الذي يقوم بزيارة عمل للصين تستغرق يومين. وتنص
 
المذكرة على انضمام المغرب للمبادرة الصينية بشكل يمكن المملكة من إقامة شراكات متعددة الأطراف في قطاعات اقتصادية واعدة وذات قيمة مضافة كالبنية التحتية والصناعات المتطورة والتكنولوجيا، إضافة إلى تعزيز دور المغرب في تحقيق التنمية بأفريقيا، اعتبارا لموقعه الجغرافي وأهمية البنى التحتية التي يتوفر عليها (مطارات، طرق، موانئ) والتي تؤهل المملكة للقيام بدور هام في التوجه نحو أفريقيا. وتعتبر المملكة أول دولة أفريقية تنخرط في مبادرة «الحزام والطريق»، التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، وتتضمن تخصيص الصين لاعتمادات هائلة من أجل تنفيذ استثمارات في البنى التحتية على طول طريق الحرير، الذي يربطها ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. وتشمل المبادرة استراتيجية تنموية تتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول، وخصوصا بين الصين ودول غرب آسيا وحوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا، من خلال فرعين رئيسيين، هما «حزام طريق الحرير الاقتصادي» البري و»طريق الحرير البحري».
 
وكان الملك محمد السادس قد أكد، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها للصين، أن مبادرة الرئيس الصيني شي جين بينغ «الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد» و»طريق الحرير البحري للقرن 21»، تنم عن رؤية إستراتيجية حقيقية للعلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف، وتسعى لتعزيز الروابط التي تجمع بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. كما أكد الملك استعداد المغرب للاضطلاع بدور بناء في ضمان امتداد طريق الحرير البحري، ليس فقط نحو الواجهة الأطلسية لأوروبا، بل وبصفة خاصة نحو بلدان غرب أفريقيا. وذكرت وثيقة لوزارة الخارجية الصينية أن مبادرة “الحزام والطريق» تستهدف تحقيق الاستفادة القصوى من العلاقات التجارية مع الدول المشاركة فيها، من خلال توفير البنية الأساسية وشبكات النقل اللازمة، بما ينعكس إيجابيا على تنمية التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين الدول الواقعة في نطاق الحزام الاقتصادي لطريق الحرير
 
وكانت الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس للصين في ماي 2016، قد أعطت دفعة قوية للعلاقات المغربية الصينية، مما جعلها تعرف طفرة نوعية، الأمر الذي يؤكده توقيع قائدي البلدين ، اتفاقية للارتقاء بهذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية شاملة، والعديد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات.
 
وكان الملك محمد السادس قد أكد، خلال هذه الزيارة، أن التعاون متبادل المنفعة في مختلف المجالات بين البلدين يحقق نتائج إيجابية، مبرزا أن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين سيضيف قوة دفع جديدة لتنمية العلاقات. ومن جهته أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ أن علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب تعتبر علامة فارقة في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، مبرزا أن هذا التطور سيفتح أمام التعاون بين البلدين فرصا جديدة في مختلف المجالات. وأكد أن بلاده تولي اهتماما بالغا لتطوير العلاقات مع المغرب، معربا عن رغبة الصين في مواصلة تعزيز التعاون مع المملكة في مختلف الميادين وعن ترحيبها بمواصلة المغرب الإسهام والقيام بدور متميز في مسلسل التعاون بين الصين والدول العربية والأفريقية. و
 
تأتي الزيارة التي يقوم بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد ناصر بوريطة إلى الصين، ابتداء من أمس، لتضع لبنة جديدة في صرح الشراكة المغربية الصينية، تجسيدا لرغبة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تنويع علاقات المغرب وتعزيز المبادرات الاقتصادية المتعددة الأطراف في أفريقيا، خاصة وأن هذه الزيارة شهدت التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين حول انضمام المغرب للمبادرة الصينية «الحزام والطريق». و
 
تجسد هذه الاتفاقية التطور المطرد الذي تعرفه العلاقات الصينية المغربية، منذ إقامتها قبل 58 سنة، وتمكنها من تحقيق، إلى جانب المدينة الصناعية «طنجة تيك»، طفرة نوعية تترجم طموح البلدين الصديقين لتمتين أسس الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، كما أنها تفتح آفاقا ومجالات جديدة ومتعددة لهذه الشراكة..
 
وفى سياق متصل أجرى ناصر بوريطة، وزيرالشؤون الخارجية والتعاون الدولي، صباح اليوم الجمعة ببكين، مباحثات مع كل من عضو مجلس الدولة، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يانغ جيه تشي، ووزير الشؤون الخارجية الصيني السيد يانغ يي.
 
وشملت المباحثات العلاقات الثنائية وتقييم سير معاهدة الشراكة الاستراتيجية التي وقعها الملك محمد السادس والرئيس الصيني شى جين بينغ وانضمام المغرب لمبادرة “الحزام والطريق” والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
 
وأوضح بوريطة، عقب اللقاءين، أنه جدد، خلال المباحثات، الدعوة التي وجهها الملك محمد السادس للرئيس الصيني شى جين بينغ لزيارة المغرب واستعرض مع المسؤولين الصينيين مراحل تنفيذ معاهدة الشراكة الاستراتيجية، مبرزا أن هذه المعاهدة أعطت زخما للعلاقات الثنائية وفتحت آفاقا جديدة للتعاون بين البلدين.
 
وأضاف بوريطة أن هذه المعاهدة أعطت دفعة قوية للعلاقات التجارية وساهمت الإجراءات المرافقة لها في الرفع من عدد السياح الصينيين الذي زاروا المغرب بنسبة 400 في المائة وارتفاع حجم الاستثمارات الصينية بنسبة 80 في المائة وارتفاع حجم المبادلات بنسبة 20 في المائة، مما مكن الصين من احتلال المركز الثالث من بين شركاء المغرب واحتلال المغرب للمرتبة الاولى من بين شركاء الصين بشمال إفريقيا.
 
وأبرز الوزير أن وتيرة تبادل الزيارات بين البلدين ارتفعت عقب التوقيع على معاهدة الشراكة الاستراتيجية، التي كانت إطارا مشجعا لاقامة مشاريع جد هامة في المغرب من بينها مدينة محمد السادس للتكنولوجيا بطنجة ” طنجة تيك”، وبحث مساهمة شركات صينية في انجاز خط للقطار السريع بين مراكش وأكادير وفي مشاريع للطاقة المتجددة والمناطق الصناعية.
 
وأضاف الوزير أن زيارته الحالية للصين توجت بالتوقيع على مذكرة تفاهم لانضمام المغرب لمبادرة “الحزام والطريق”، مشيرا إلى أن هذه المذكرة ستمكن من فتح آفاق واسعة أمام تنمية الاستثمارات والتعاون الاقتصادي وكذا تعزيز التعاون في إطار اقليمي عبر العمل على انجاز مشاريع متعددة الأطراف في منطقة غرب إفريقيا.
 
كما أبرز أن هذه المذكرة تشكل إشارة سياسية قوية للمستثمرين الصينيين لتعزيز حضورهم في المغرب.
 
من جهة أخرى، أشار بوريطة إلى أن المغرب والصين يستعدان للاحتفال بالذكرى الستين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، موضحا أن هذه الذكرى التي تحل السنة المقبلة ستكون مناسبة لتعزيز العلاقات وتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في إطار معاهدة الشراكة الاستراتيجية عبر إعطاء الانطلاقة لعدد من المشاريع المشتركة.
 
وأكد أنه بحث مع كل من عضو مجلس الدولة، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، يانغ جيه تشي، ووزير الشؤون الخارجية الصيني يانغ يي القضايا الجهوية والاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مبرزا أن الجانبين أكدا تطابق وجهات نظرهما حول كل القضايا.
 
 
 
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122