نظام نجمي يشبه نظامنا الشمسي في بداياته

2017-06-04 03:50:00

لطالما كان علماء الفلك مفتونين بالنجم "إبسيلون إيريداني" لثلاثة أسباب، فهو قريب نسبيا من نظامنا الشمسي حيث يبعد عنه فقط 10.5 سنوات ضوئية، ويُعرف عنه أنه يضم حزامي كويكبات وقرصا ضخما من الحطام. كما أن علماء الفلك يشتبهون لسنوات عديدة في أن هذا النجم يملك نظاما من الكواكب.

.

وفوق كل ذلك فإن دراسة جديدة لفريق من علماء الفلك بقيادة كيت سو من مرصد ستيورا في جامعة أريزوناـ  أشارت إلى أن إبسيلون إيريداني ربما يكون ما كان عليه نظامنا الشمسي في بداياته.

فقد أجرى الفريق بالاستعانة بمركبة الفضاء "صوفيا" (اختصار للاسم العلمي للمرصد الستراتوسفيري لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء) التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية  (نازا)، تحليلا مفصلا للنظام النجمي الذي أظهر أن له بنية تشبه إلى حد كبير ما يعتقد علماء الفلك أن نظامنا الشمسي كان يبدو عليه في يوم ما.

واستند الباحثون في دراستهم التي نشرت نتائجها في دورية "ذي أسترونوميكال جورنال" إلى البيانات التي حصلوا عليها من رحلة "صوفيا" في يناير/كانون الثاني 2015، إلى جانب عملية نمذجة حاسوبية مفصلة وبحث استمر سنوات، ليتمكنوا من تحديد بنية قرص الحطام.

وكانت دراسات سابقة لإبسيلون إيريداني أشارت إلى أن النظام محاط بحلقات من مواد هي في الأساس مخلفات من عملية تشكل كواكب، وتتألف هذه الحلقات من الغاز والغبار، ويُعتقد أنها تضم العديد من الأجسام الصخرية والجليدية، على غرار "حزام كويبر" الذي يدور حول شمسنا ما بعد كوكب نبتون.

كما أظهرت قياسات متأنية لحركة القرص أن كوكبا يملك تقريبا نفس كتلة المشتري يدور حول النجم على مسافة تقارن بمسافة المشتري من الشمس. لكن، استنادا إلى بيانات سابقة من تلسكوب لفضاء "سبيتزر" التابع لناسا، فإن العلماء لم يتمكنوا من تحديد مواد دافئة ضمن القرص مثل الغبار والغاز.

غير أنه باستخدام الصور الجديدة من مركبة "صوفيا" -التي تملك تلسكوبات ذات عدسات قطرها أكبر بكثير من عدسات تلسكوب سبيتزر- فقد تمكنت سو وفريقها من تحديد أن المواد الدافئة حول إبسيلون إيريداني مرتبة في حلقتين ضيقتين من الحطام تدوران حول النجم على مسافة تماثل على التوالي حزام الكويكبات الرئيسي وأورانوس في نظامنا الشمسي.

كما تشير عمليات الرصد هذه إلى أن نظام النجم إبسيلون إيريداني يشبه كثيرا نظامنا الشمسي، لكن بهيئته الفتية. وبالإضافة إلى امتلاكه حزامي كويكبات وقرص حطام مشابهين لحزام الكويكبات الرئيسي وحزام كويبر، فمن المرجح أن يمتلك النظام النجمي كواكب بانتظار اكتشافها في الفضاء بين النجم وأحزمته، ولذلك فإن دراسة هذا النظام قد تساعد العلماء في تعلم المزيد عن تاريخ نظامنا الشمسي.

 

المصدر : مواقع إلكترونية

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122