التواصل الثقافي والعلمي بين موريتانيا والمغرب موضوع ندوة بالثقافي المغربي

2017-05-17 03:27:00

اختتم المركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء أمس جانب المحاضرات فى موسمه الثقافي لسنة 2016 - 2017 بتنظيم محاضرة رائعة تحت عنوان " التواصل الثقافي و العلمي بين موريتانيا و المغرب - علماء و مؤلفات" .، ألقاها العلامة الطالب اخيار ولد الشيخ مامين ، عضو المجلس الأعلى للفتوى والمظالم .

.

altالا ستاذ محمد فيصل فرشادو ، مدير المركز  استهل  الندوة بكلمة ترحيبية بالحضور ،، مذكرا بالمقاربة التى اعتمدها المركز في هذا الموسم وهي مقاربة تعتمد جودة المحاضرات المقدمة ، و اختيار مواضيعها بدقة ، متعهدا بجمع هذه المحاضرات ، حتى تكون فى المتناول ، كما قدم لفضيلة المحاضر ومساره العلمي والوظيفي ، و إسهاماته العلمية التى من بينها مؤلفات منها : عقيدة أهل الإيمان و كتاب الشيخ ماء العينين علماء و أمراء فى مواجهة الاستعمار الأوروبي ، الذى نال به جائزة شنقيط ، إضافة إلى بحوث و تحقيقات ، ، و يشارك فى الدروس الحسنية منذ 1998 .

alt و تناولت المحاضرة التعريف ببعض علماء القطرين ممن كان لهم الفضل فى ربط جسور التواصل الروحي والثقافي  بينهما ،

استهل المحاضر عرضه بذكر المسميات التى أطلقت قديما على هذه البلاد ،كصحراء الملثمين ، وبلاد التكرور ، و من أقدم ذكر لها ما ذكره ابن حزم في 431 ، والبكرى ، و حدها  صاحب الوسيط بحدود غير حدود الاستعمار ، و شنقيط و المنكب البرزخي .كما  تناولت المحاضرة الفترة التاريخية الممتدة من القرن العاشر و حتى الرابع عشر و تطرق لتاريخ دخول المذهب المالكي للقطرين ،و عن أسانيد القرآن والفقه و الطرق الصوفية . و ذكر المحاضر أبرز علماء المنطقة كعبد الله بن ياسين ، و تطرق لتأسيسه دولة المرابطين ، و ليوسف بن تاشفين ، بوصفه أول من أدخل المذهب المالكي للبلاد ، و الإمام الحضرمي أول من أدخل علم العقائد لهذه البلاد و قاضى altالمرابطين فى آزوكي ، التى تعنى محل المنفى فى لغة الصنهاجة . و منهم أيضا ابراهيم الأموي ، و قد ضنت المراجع التى بين أيدينا بمعلومات عنه ، و قد استمر أميرا على جزء من موريتانيا ، و كان على جانب كبير من الورع ، و منهم الشريف عبد المومن بن صالح ، مؤسس تشيت ، الذى قال المحاضر إن المراجع لم تسعفنا بالمعلومات الكافية ، لما رحل عن عياض ، أتته الناس من كل فج للأخذ عنه ، و منهم محمد قلي ، وولد رازكة ، و سيدى عبد الله ولد الحاج ابراهيم ، ومعاوية ولد اشدو التندغي ، و الشيخ محمد الحافظ العلوي ، أول من نشر الطريقة التيجانية فى موريتانيا ، و ولد اطوير الجنة الطالب أحمد ،و الشيخ ماء العينين ، و محمد الولاتي ، محمد الاقظف ولد أحمد مولود الجكني ،، و غيرهم . و قد تطرق المحاضر لتاريخ دخول الطرق الصوفية و لبعض مشايخها ، و أسانيد القراءات . المحاضرة أشفعت بمداخلات سلطت الضوء على جوانب عديدة على صلة بالموضوع . هذا قد جمعت المحاضرة نخبة من الاكادميين وكبار altالباحثين في موريتانيا من اساتذة التاريخ واللغة العربية والشعر والادب.. وقد عكس الحضور حجم الثقة التي يحظى بها المركز الثقافي المغربي لدى النخبة المثقفة في البلد.. مما يعكس بجلاء عظمة المهمة التي يعتني بها تقوية وتمتين جسور الاخوة بين الشعبين الموريتاني والمغربي. وشهدت الندوة مداخلات  ومناقشات استهوت كبار الباحثين  والاكادميين للادلاء بآرائهم في هذا الموضوع البالغ الاهمية...

وهذا نص كلمة مدير المركز التى افتتح بها الندوة:

نص الكملة التي القاها الاستاذ محمد فيصل فرشادو مدير المركز الثقافي المغربي في موريتانيا

باسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله.

السيدات والسادة العلماء الأفاضل والأساتذة الأجلاء، أيها الحضور الكريم،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، إنه ليسعدنا ويشرفنا أن نرحب بهذه الوجوه النيرة في رحاب المركز الثقافي المغربي، كل باسمه وصفته، شاكرين لكم جميعا تلبية الدعوة.

ونغتنم هذه السانحة الجميلة لنتقدم إليكم بأجمل المتمنيات وأطيب التبريكات بمناسبة شهر رمضان الفضيل، شهر الخيرات والبركات والفلاح، الذي سيهل علينا في بحر الأسبوع المقبل. فاللهم بلغنا إياه وأنت راض عنا وارزقنا فيه صياما نقيا مقبولا وقياما خالصا لوجهك الكريم واشملنا بفضائله ومكارمه وتفضل علينا برحمتك ومغفرتك وبالعتق من النار. حضرات السيدات والسادة الأفاضل، لقد سعينا هذه السنة، من خلال استقراء ما تم تحقيقه من تراكمات في السنوات الماضية، وبفضل تصور تشاركي وتشاور بناء مع عدد من الشركاء والفاعلين المهتمين بالشأن الثقافي، أن نقدم برامج ترقى إلى مستوى الطموحات التي أعلنا عنها في بداية الموسم، وتتميز بالتنوع والجودة والجديد، وتقارب مواضيع ذات أهمية وتسهم في خدمة التنمية الثقافية عموما، وفي تقوية جسور وحركيات التواصل المغربي-الموريتاني على وجه الخصوص انطلاقا من القواسم المشتركة بين البلدين الجارين في أبعادها المتعددة. وقد كانت غايتنا الأسمى هي الإنصات إلى نبض التفاعلات والتراكمات الثقافية التي أتاحتها هذه الجسور وتلك الحركيات أخذا وعطاء، وتأثرا وتأثيرا، ومدى إسهامها في إنتاج الفكر وإخصاب المعرفة. وفي هذا الإطار، تشرفت هذه المنصة باستضافة أساتذة كبار يشهد لهم الجميع بالفضل والكفاءة والتميز العلمي، أجادوا وأبدعوا في طريقة عرضهم وتناولهم للمواضيع التي اختاروها، والتي طرحت جملة من الإشكالات والقضايا، وولدت الأسئلة وحفزت النقاش altالرصين. وسنسعى بإذن الله وتوفيقه، كما وعدنا، بتجميع كل المحاضرات التي نتوفر على نسخها الإلكترونية، وإصدارها في كتاب من منشورات المركز نظرا لقيمتها وأهميتها حتى تعم الفائدة، ونزولا عند طلب إخواننا وأصدقائنا. ونصل اليوم إلى آخر حلقة من سلسلة المحاضرات المبرمجة برسم هذا الموسم، ومسك الختام مع فضيلة الشيخ الجليل الطالب أخيار ولد الشيخ مامينا آل الشيخ ماء العينين، الذي اختار لمحاضرته عنوان "جسر التواصل الثقافي والعلمي بين موريتانيا والمغرب: علماء ومؤلفات".

وفضيلة الشيخ من مواليد افديرك بولاية تيرس زمور، تابع دراسات محضرية وتقليدية جلها في المذهب المالكي، ثم دراسات نظامية في المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية في انواكشوط توجت بحصوله على شهادة المتريز في العلوم الشرعية، بالإضافة إلى إجازات في الصحيحين والموطأ. وفضيلة الشيخ حائز على جائزة شنقيط للآداب والفنون لسنة 2007 عن مؤلفه "الشيخ ماء العينين، علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي"، كما أنه حائز كذلك على عدة شهادات تقديرية من مؤسسات كبيرة، نذكر من بينها جامعة محمد الأول بوجدة المغربية في 2012، واتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين في 2011، وشهادة من مرجع الفتوى في البلد، فضيلة الإمام الشيخ بداه بن البوصيري، وشهادة من صاحب الفضيلة العلامة الشيخ محمد سالم بن عدود رحمهما الله. ولفضيلة الشيخ المحاضر عدة مؤلفات، وهي:

 مؤلف "عقيدة أهل الإيمان والذب عن بعض الأعيان"،

 مؤلف "الشيخ ماء العينين، علماء وأمراء في مواجهة الاستعمار الأوروبي"،

 مؤلف "السرج الوهاجة على المنتقى من سنن ابن ماجه"،

 مؤلف "الروض الفسيح فيما أخرجه البخاري من حديث مالك والليث في الصحيح" في ثلاثة أجزاء وهو قيد الإنجاز، وإلى جانب التأليف، قام فضيلة الشيخ بتحقيق كتاب "النفحة الأحمدية في (بيان) الأوقات المحمدية". وله، أيضا، مجموعة من البحوث، نذكر منها:

 بحث في أمر اللحوم المستوردة من البلاد الأوروبية بعنوان "إحقاق الحق في الرد على من أباح ما قتل من الحيوان بالصعق أو بالخنق"،

 بحث في مصارف الزكاة،  بحث في التصوف وتزكية النفوس،

 بحث في تأصيل الذكر،

 بحث حول الوقف في الإسلام،

 بحث عن انتشار المذاهب الأربعة في رقعة العالم الإسلامي،

 بالإضافة إلى عدة محاضرات في البيوع. وشارك فضيلة الشيخ الجليل في عدة ندوات في دول إسلامية عربية وإفريقية، كما أنه من العلماء الأجلاء وضيوف المملكة المغربية الكرام الذين يشاركون في الدروس الحسنية الرمضانية التي تقام سنويا، والتي يشارك فيها منذ سنة 1998. وقد تقلد فضيلة الشيخ عدة مناصب إدارية سامية في الدولة الموريتانية:

 مساعد والي ولاية تكانت من 1976 حتى 1980،

 مستشار في رئاسة الدولة من 1980 إلى 1982،

 والي ولاية العصابة من 1982 إلى 1985،

 رئيس مجلس إدارة الأوقاف من 1997 إلى 2003، ويشغل حاليا المناصب التالية:

 عضو المجلس الأعلى للفتوى والمظالم،

 الأمين العام المساعد لرابطة العلماء الموريتانيين المكلف بالعلاقات الخارجية،

 عضو هيئة الرقابة الشرعية لبنك الوفاء. والسلام عليكم.

 

 

محمد فيصل فرشادو انواكشوط، الثلاثاء 12 ماي 2017

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122