الرئيس والشعر والشعراء

2017-04-08 10:23:00

أولا: الرئيس: رجل عسكري سياسي، لم يتلق، بحكم تعليمه ومهنته، من الشعر إلا غرضه السياسي المتمحض تقريبا في بلادنا، للمبالغة في التنويه بإنجازات القادة، وبلوغ البلد مستوى من الرقي والازدهار لم يسلك سبيله بعد، أحرى أن يصل إليه..!!

.


وهذا النوع، أو الغرض من الشعر، لا يروق لغير الناظر إليه من جانبه، أو أسلوبه البلاغي الموحي بجمال سبكه، وبعد خياله بغض النظر عن مضمونه، وهذا أمر نادرا ما يتأتى لغير أهل التعليم المحظري التقليدي، أو الأدبي العصري، وحتى هؤلاء ليس لهم فيه سوى متعة وجدانية آنية لا تصاحبها عبرة مخزنة بالذاكرة.
كان الرئيس السابق معاويه ولد سيدي أحمد الطايع ذا نية صادقة في البناء الوطني، لكن عاقه وأحبطه ثلاثي من الإنطواء والبطانة والشعر.
كان انطوائيا بدرجة حجبت عنه واقع الوسط الشعبي، وكانت له بطانة غير أمينة لا تبلغه سوى الزور من القول بحسن الحال، ثم انهال عليه قصيد شعر أقنعه بأنه القائد المخلص المحبوب.
وقد سمعنا عنه قصة، إن لم تكن حقيقية فإن فيها، على الأقل، خيال له من الدلالة الواقعية نصيب.
قيل إنه بعد الانقلاب عليه توالت على سمعه وبصره مشاهد تلفزيونية من إنشادات شعرية لمن طالما مجدوه وقدسوه، وهم يسلبونه كل ذلك ليضفوه على المنقلبين عليه، فتملكه الذهول والإحباط، وبعد ذلك لاح لمرآه، بالصدفة، افتتاح إحدى حلقات مسابقة أمير الشعراء في الإمارات، فلم يتمالك أن قال: ((أتفو الل الشعر..!!)) وأغلق التلفاز.
معلوم أن فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز كان شاهد عيان، وشريكا في تلك الفترة، خارجا منها بذات الرؤية والانطباع، لكن لا عذر لأحد في جهل الآداب كما ((لا عذر لأحد في جهل القانون)).

ثانيا: الشعر فن أدبي يتصدر فنون العمل الأدبي، ويعتمد على صدقه الفني أكثر مما يعتمدعلى صدقه الواقعي، خصوصا في غرضي الغزل والوصف وما شاكلهما، ولكنه في المسار التنموي، وقضايا الأمة وهمومها، أصبح له من الحداثة المضمونية ما يعتمد على صدقه الواقعي بنفس درجة اعتماده على صدقه الفني، وإلا كان مصدر إلهاء وتغفيل سرعانما ينكشف..!!

ثالثا: الشعراء نخبة من نخب المجتمع أوهبها الله فن الشعرالمنوط، كغيره من فنون الأدب، بنشر الجمال والحب والسماحة، وقد قيل عن الشعر إنه((... ديوان العرب))، وهو، إذن، ديوان الشعراء، فعليهم أن يتعهدوه بالتنقيح والتصحيح ،والترفع والابتعاد عن كل ما يخدع بناء، أو يخدش حياء حتى يكون واجب المهابة والاحترام، يحبه ويجله من يعرفه، ويحترمه ويهابه من يجهله..!!

 

نقلا عن صفحة الأديب محفوظ ولد الفتى

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122