الخلطة الشوهاء../ محمد الأمين السملالي

2017-03-19 07:06:00

(تدوينة) - سيول جارفة من منشورات التواصل الاجتماعي، تتدفق علينا يوميا، من الاصدقاء والمعارف وغيرهم، تأتيك حينا بالمفيد، ولكنها تأتيك في أغلب الأحيان بغثاء السيل وأوساخه، فتحتاج وقتا لتنظيفها، وتظل في حيرة من أمرك، هل تنبه على خطورتها وأخطائها، أم تكسب وقتك وتنشغل بما يعنيك!

.

لقد كنت دائما ألجأ للخيار الثاني، لكنني اليوم - على وقع انفعال زائد - سوف أقف مع منشور مزعج ومؤسف، لا يتوقف إلا ليعود وينتشر كالنار في الهشيم.. وهو المرفق في الصورة.
- لا يخالجني أدنى شك في أن هذا النوع تتم صناعته، بأيدي بعض الماهرين، المكلفين بتشويه لغة القرآن والتنفير عنها، ليقتنع العوام بأن هذه «الخلطة الشوهاء» هي لغة العرب، التي يدافع عنها البعض، وأن هذا هو شعرهم الذي يعدونه «ديوان العرب»، فيولي العامي كسيرا منزعجا، متيقنا أن لا سبيل إلى هذه اللغة ولا فائدة ترجى منها.
- أشعر بالحزن الشديد على تدني الذوق الأدبي لدى أهل هذا العصر، لدرجة أن شخصا مميزا ومشهورا في مجال المعارف الإسلامية، تجوز عليه مثل هذه الخزعبلات، ويضيع وقتا في تسجيلها.
- يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم، إن لغة العرب تؤخذ من كتاب الله ومن أشعار العرب، المدونة في كتب الأدب، فمن ادعى وجود قصيدة، فلينسبها إلى المصدر الذي أخذها منه.
- والمصدر الثاني للغة هو المعجمات والقواميس، وكلها متوافرة بين أيديكم، فتعلموا الرجوع إليها والاعتماد عليها، فلم يتخلف عنها من ألفاظ العرب إلا أندر النادر. ولقد كان الناس عندنا إلى عهد قريب يعدون من لا يعرف فتحة "القاموس" أمّياً، وحق لهم والله!
- نعم، إن «غريب اللغة» موجود في كل اللغات، ويقصد به المهجور من الألفاظ، أو ما كان مستعملا في فترة ثم ترك بسبب تطور اللغة. وهذا أمر لا خلاف عليه، بيد أن أهل البلاغة يكرهون استعمال الغريب الحوشي المستكره، ويعدونه مخلّاً بالبلاغة.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122