دور العقيدة الصحيحة في محاربة الإلحاد ../ مينة عمار

2017-03-15 04:16:00
يشهد عالم ما بعد الحداثة سيطرة غير مسبوقة للفكر الإلحادي..والذي أفرزته التجاذبات العنيفة في أوروبا بين الكنيسة ورجال العلم فكان ما يسمى بعصر" التنوير"البداية الفعلية لتغلغل المد الإلحادي في أوروبا بعد صدام عنيف بين الكنيسة ورجال العلم الذين ثاروا على سلطتها وكفروا بمبادئها..فكان رد الكنيسة عنيفا وقاسيا ،حيث مارست محاكم التفتيش ضدهم أشد أنواع الاضطهاد والتنكيل..،و .

كان القرن السابع عشر مسرحاً لهذا الصدام...،وقد حملت الثورة الفرنسية لواء الثورة على كل ماهو ديني،وتوالت الثورات في القارة العجوز لتدك آخر حصون التدين في أوروبا...،فكان إرغام الناس بالقوة على اعتناق عقيدة محرفة ترى أن عمر الدنيا7000سنة كما ورد في الأناجيل المحرفة(لايجليها لوقتها إلا هو..) فالمسألة هنا ليست نصرا للفكر الإلحادي على الدين كما يحاول ملاحدة العالم الإسلامي والسائرون في فلكهم الترويج له كنوع من(اتكاطيع لنقد الدين الإسلامي) وإسقاط الواقع الأروبي في تلك الفترة على واقعنا اليوم،فما حدث في أوروبا هي ثورة على الظلم المتدثر بثوب دين محرف لا يمت للمسيح -عليه السلام-بصلة لذلك كان الإلحاد ردة فعل على سلطة الجبروت الكنسي الذي أذاقهم سوء العذاب..،وبذلك يكون الإلحاد قد انتصر على الظلم لا على الدين فالحضارة الإسلامية في الأندلس ما زالت شاهدة على عظمة الحضارة في كنف"الدين".

وإذا كان الإنحراف العقدي يعتبر من أهم أسباب الإلحاد بدءاً بالحضارة اليونانية..مروراً بالعقيدة المسيحية التى انحرفت عن أعظم أصل من من أصول الرسالات السماوية وهو افراد الله سبحانه وتعالى بالوحدانية..،لذلك فإن مسؤولية التصدي لهذه الظاهرة تقع على عاتق المسلم صاحب العقيدة النقية من شوائب الشرك،فشجرة الإلحاد الخبيثة لا تتمدد فروعها إلا في البئات الملوثة عقديا بهواء الخرافة والبدع والخزعبلات...،فلابد لمن لمن يدخل غمار الحرب على أخطر موجات المروق على الخالق- سبحانه وتعالى-ان تكون خلفيته وفقاً لما جاء به محمد- صلى الله عليه وسلم-فالعقيدة النقية من الشوائب تجعل صاحبها تواقا إلى إخراج الناس من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان مبتغيا بذلك وجه الله تعالى(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر..)

إن الإشكالية الكبرى التى نواجهها هي اخفاقنا في العودة إلى تطبيق أخلاق الإسلام ومثله السامية ودور ذلك في محاربة الإلحاد الغارق في مستنقع الإفلاس الأخلاقي،حيث أن إبراز المساوئ الأخلاقية في الفكر الإلحادي من أهم الأوراق في مواجهته...،إلا أن ذلك لن يؤتي أكله إلا إذا قدمنا نموذجا صحيحاً لأخلاق المسلم وضرورة تطبيقها على أرض الواقع وإزالة الأنفصام التى تعيشها "الأمة"بين النظرية والتطبيق،حيث أن المسلم يشعر بالأعتزاز والرفعة...وهو ينظر الى عظمة هذا الدين وعدله وسمو رسالته...،إلا أنه سرعان ما يحاصره الألم والإحباط...،عندما يصطدم بواقع أبعد ما يكون من تطبيق أوامر الإسلام ونواهيه..،والتى تراعي مصلحة الإنسان في العاجل والآجل،بالرغم من أن هذه الحقيقة سكرت عنها ابصارالكثيرين لقصورهم عن إدراك ما يحدث في غدهم فكيف يدركون مستورات الغيب؟! وحتى تجد الأمة كيانها المفقودة منذ عزل الشريعة في أغلب بلدانها ،فإن محاربة الإلحاد ستظل محدودة إلا أن يقيض الله لهذه الأمة حكاما لاهم لهم إلا النهوض بأمتهم وجعل شرع الله دستورا لها..،وبعث قيم الصدق والعدل والأمانة والرحمة .....والتى أصبحت مفردات"برانية" على أمة انجبتها!!ا إن الوجدان الإنساني التائه في دروب الضياع والرذيلة....يحتاج إلى مخلص يخلصه من جحيم "الإلحاد"والذي بات قاب قوسين أو أدنى من تجريد الإنسان المعاصر من خصائصه الإنسانية..،وهذا ما يستطيع الإسلام الحقيقي إن تهيأت له الظروف أن يقوم به..،فمن يشاهد الإنتشار المذهل لملة الإسلام في كل البقاع وخاصة دول جبروت الطغيان المادي(آمريكا أوروبا آسيا)ودائما مانجدهم يكررون انهم وجدوا ذواتهم في الإسلام وشعروا في رحابه بالاطمئان والراحة وقصة عالم الرياضيات الأمريكي"جيفري لانج"وغيره تؤكد ذلك حيث يقول "في لحظة من اللحظات الخاصة في حياتي من الله بواسع علمه ورحمته علي بعد أن وجد ما اكابد من العذاب والألم،وبعد أن وجد لدي لدي الاستعداد الكامل لملئ الخواء الروحي في نفسي فاصبحت مسلماً..." ولأن الإسلام هو دين الحق دين الفطرة الذي الذي أخذ الله علينا العهد به ونحن في عالم الذر كان مأوى الافئدة وقبلة المسكونين بشغف البحث عن الخلاص..

ويبرز السؤال هنا وهو:كيف يلقى الإسلام كل هذا القبول وتتضاعف اعداد معتنقيه وهو في أشد حالات ضعفه ويتعرض لأقسى واعنف حملات الظلم والقتل والتشويه..عبر التاريخ؟وكيف سيكون انتشاره في العالم لو كان في أحسن أحواله أو على الأقل بحال أفضل من الآن؟؟ بقلم
 
 
أمينة عمار اختصاصية فكر إسلامي
 
المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122