إلا لغة القرءان الكريم../ أحمد أبو المعالي

2017-03-15 06:25:00

لست طرفا في نقاش قديم جديد ذي أبعاد معروفة للجميع، فلذلك أهله وسدنته ولغته الخاصة وأساليبه الاستدلالية المعينة ..لكن ما أومن به وأدين الله به أن لغة الإسلام هي اللغة العربية و

.

حينما أقول إنها لغة الإسلام فمعنى ذلك أنها اللغة التي بناء على دلالات مفرداتها وتراكيبها وأساليبها و بلاغتها تستنبط الأحكام الشرعية التي نتعبد الله بها وليس ذلك للغة غيرها.. كما قال ابن تيمية رحمه الله تعالى "إنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله "

وكما يقول العلماء فإن فهم الكِتابِ والسُّنةِ فرضٌ، ولا يُفْهمُ إلاّ باللغةِ العربيةِ، وما لا يتُّمُ الواجبُ إلاّ بهِ فهو واجبٌ " وأي لغة أخرى مهما تبحر فيها المتبحر وأتقنها المتحدث لن يستطيع أن يستخرج من ثناياها مفردة أو أسلوبا يدلل به على معنى آية قرآنية أو حديث نبوي شريف .. ولذلك فالحديث عن المساواة بين اللغات من هذه الزاوية حديث يحتاج مراجعة متأنية ودقة نظر وبعد تفكير وليست هناك لغة يجب تعلمها أو تعلم جزء منها للعبادة غيرالعربية وهي التي خصها الله بكون جوامع الكلم منها وكذلك الأدعية والأذكار المحددة..والمعروف أنها غير قابلة للرواية بالمعنى ..هنا تخرس اللغات وترجع القهقرى.

فأي منطق سليم وعقل متزن يستطيع أن يساوي في الإسلام بين اللغة التي تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم وبلغ بها رسالته ونزل بها آخر الكتب السماوية التي يتعبد بلفظه وهو " عربي مبين" ويرتل بها أدعيته صباح مساء ثم يقول إن كل اللغات إسلامية .. هذه كلمة تحتاج توضيحا

نعم كل أمة دخلت الإسلام فقد أسلمت لغاتها ولهجاتها لكن تظل اللغة العربية القاسم المشترك التي لايمكن فهم مرامي الدين الإسلامي دونها ولذلك قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه" ابغيا إلى العربية سبيلا" وهو الذي قاتل على تنزيل وتأويل قوله تعالى " ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم." وهو أبعد ما يكون عن اتهامه بالعنصرية أو فرض اللغة بالنار واللهيب

ولايمكن تدبر القرءان ولا استنباط الأحكام المتجددة إلا استنادا على العربية فقط ..ومن يساوي بينها وبين اللغات باعتبارها "آية من آيات الله" كمن يساوي بين ألأنبياء وغيرهم باعتبار الكل خلقا من "خلق الله " أو من يساوي بين رمضان وغيره من الشهور أو بين ليلة القدر وغيرها من الليالي باعتبار كل ذلك آية من آيات الله .فحتى فرعون نفسه وما حاق به آية من آيات الله ففي موضوع اللغات كما يقول المناطقة بين اللغة العربية وغيرها من اللغات عموم وخصوص مطلق .. فتشترك اللغات في كونها جميعا آية من آيات الله لكن اللغة العربية تختض بفضل وميزة لاتوجد في غيرها وهي من هذا الوجهة لغة الإسلام الأم وما عداها تسلم لكنها لاتبلغ شأوها وإن اشترك الجميع في صفة "الآيات"

ولا يزهدنكم في ذلك أخطاء البعض أو سلوك البعض أو فهم البعض فالحقيقة تظل هي هي ولا يزهدنك فيها سخط أو شطح بعض الشركاء واللغة العربية ليست لغة عنصرية وإن حاول البعض أن يلصقها بعرق معين أو شريحة معينة .. فهي لغة كل المسلمين .. وإن اختص بها العرب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..كما اختصهم بأن جعل منهم آخر رسله عليه الصلاة والسلام.. ومن لايرى ذلك. أو لايروق له إو في نفسه منه شيء "فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع"


إن نزع هيبة اللغة العربية من النفوس والنظر إليها باعتبارها وعاء قوميا عثرة كبرى وتطاول على كتاب الله سبحانه وتعالى وعلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم على ذويه ومعتنقيه أن يفكروا ألف مرة قبل الخوض فيه وإعلانه حالهم في ذلك حال من يستنقص اللغات الأخرى ويعتبرها غثاء أو لغوا .. فكلاهما أخطأ الحفرة وحز في غير مفصل
نعم لاحترام كل اللغات وتشجيع تعلمها وتوصيل رسالة الإسلام والعيش المشترك من خلالها واعتبارها لغات وطنية أو عالمية مهمة ولكن تظل للغة العربية خصوصيتها فهي دون غيرها "لغة الإسلام" أما اللغات الأخرى ف"تسلم.". والفرق واضح بين الأمرين لمن ألقى السمع وهو شهيد

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122