الخطيب يطلب وامريكا ترفض/ عبد البارى عطوان

2013-03-28 12:33:00

رد الفعل الروسي العنيف على اعطاء مقعد سورية في الجامعة العربية للشيخ معاذ الخطيب والائتلاف السوري الذي يتزعمه يعكس مدى التزام موسكو بدعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد،

.

الامر الذي يعطي رسالة واضحة بان هذا الالتزام لم يضعف مطلقا، بل ازداد قوة وصلابة مما سيؤدي الى اصابة المعارضة السورية بحالة من الاحباط، والدول الداعمة لها بالقلق.
البيت الابيض الامريكي لم يستجب لطلب الشيخ معاذ الخطيب بارسال صواريخ باتريوت لحماية المناطق الواقعة في شمال غرب سورية، والخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر، واكتفى المتحدث باسمه جاي كارني الى التأكيد بان حلف الناتو لا يعتزم التدخل عسكريا في سورية، مشددا على ان المساعدة الامريكية للمعارضة السورية انسانية وغير قاتلة.
كارني قال ان بطاريات صواريخ باتريوت التي طلبها الشيخ الخطيب تقع ضمن اطار المساعدة العسكرية، والبطاريات التي نشرت في تركيا هي لاهداف دفاعية فقط لزيادة قدرات الدفاع الجوي التركي على حماية الارض والشعب التركي.
من الواضح ان الادارة الامريكية تركت مسألة التسليح لدول عربية خليجية، واعطت الضوء الاخضر لوكالة المخابرات المركزية الامريكية لمراقبة عملية التسليح هذه للتأكد من عدم وصولها الى الجماعات الاسلامية الجهادية بقيادة جبهة النصرة.
المعارضة السورية، والائتلاف الوطني على وجه الخصوص، حققت دعما سياسيا عربيا ملحوظا في قمة الدوحة، بفوزها بالمقعد السوري في القمة، وافتتاح سفارة في الدوحة، لكن هذا الدعم مهدد بسبب الخلافات المتفاقمة داخل الائتلاف نفسه اولا، ومن قبل بعض الفصائل الاخرى التي تشكك بشرعية قيادة الائتلاف للمعارضة السورية. ففي الوقت الذي حصل فيه على مقعد في القمة وسفارة سورية في العاصمة القطرية اصدرت ستون شخصية معارضة بيانا شديد اللهجة حاولت من خلاله سحب شرعية التمثيل من الائتلاف ومعارضة حكومة غسان هيتو.
مضافا الى ذلك ان الشيخ الخطيب لم يسحب استقالته رسميا من رئاسة الائتلاف، مما يعني ان الازمة التي دفعته لتقديمها ما زالت قائمة، وهي ازمة سببها عدم رضائه على تشكيل حكومة غسان هيتو المؤقتة وتدخلات بعض الدول العربية في شؤون المعارضة السورية، ومحاولة فرض الوصاية عليها.
الشيخ الخطيب برر استقالته بالقول بانه قدمها بسبب عزوف الغرب عن زيادة الدعم للمعارضة، وهذا كلام ينطوي على بعض الصحة، ولكن استقالته التي قدمها، والاصرار عليها، من غير المتوقع ان تجعل الغرب يغير رأيه، ويتدخل عسكريا في الازمة السورية على غرار ما حدث في ليبيا. فالادارة الامريكية تدرك جيدا حجم الالتزام الروسي بدعم النظام السوري، مثلما تدرك ايضا مخاطر الانزلاق في الرمال السورية الملتهبة وهي التي اكتوت بنار التدخل في العراق وافغانستان وخسرت اكثر من الفي مليار دولار وخمسة آلاف من جنودها من جراء ذلك.
نظام دمشق يتابع هذه التطورات جميعا ويرصدها، والشيخ الخطيب كان مصيبا عندما قال ان رفض الناتو التدخل وارسال صواريخ باتريوت يوجه رسالة الى هذا النظام تقول مفرداتها له 'افعل ما تريد'.
القمة العربية انتهت، وعاد الرؤساء الى بلدانهم، وعادت معهم الازمة السورية الى حالها السابق، وما لا يدركه قادة الائتلاف الوطني السوري ان هذا التردد الامريكي في دعمهم سيتوقف، ويستبدل بدعم عسكري كامل عندما يتحولون الى قوات صحوة مستعدة لمحاربة الجماعات الجهادية، وجبهة النصرة على وجه الخصوص.

المدير الناشر
أفلواط محمد عبدالله
عنوان المقر ILOT G 122